للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلسلة، ثم طلب نقيب الجيش، فلما حضر، قال له: «در على مماليك الأسياد، واقبض عليهم أجمعين»؛ فنزل من عنده، وطاف عليهم وهم فى اصطبلاتهم، فقبض منهم فى ذلك اليوم على خمسة وستين مملوكا، فسجنهم بخزانة شمايل، وقيّدهم.

ثم فى أواخر النهار قبض على سبعة عشر مملوكا من أغواتهم، وسجنهم بالبرج الذى بباب السلسلة؛ ثم نادى فى القاهرة: «من أخفى (١) مملوكا من مماليك الأسياد، شنق على باب داره من غير معاودة».

ثم إنّ الأتابكى برقوق لما أصبح، نفى منهم جماعة إلى قوص، وغرّق منهم جماعة فى البحر، وأرسل منهم جماعة إلى خزانة شمايل (٢)، ونفى أيتمش الخاصكى، وبطا الأشرفى، إلى الشام، وقبض على الأمير ألأبغا العثمانى الدوادار، وأخرج إلى الشام بطّالا؛ ثم إنّ برقوق أخذ فى أسباب إظهار سلطنته، وقد لاح له لوائح النصر؛ واستمرّ الحال فى اضطراب، وكثر القال والقيل (٣) فى هذه الأيام إلى الغاية.

وفى شهر رمضان، فيه أخلع على الأمير بيرم، واستقرّ فى ولاية أشموم الرمان. - وفى هذا الشهر قوى حلف الأتابكى برقوق، وصار له عدّة مماليك من الجراكسة، جلبوا إليه من بلاد جركس، وأنعم على جماعة كثيرة من الخاصكية بإمريات طبلخانات وإمريات عشرات، وقرّب الأمير أيتمش البجاسى، حتى صار من أعزّ أصحابه، وكذلك جماعة من الأمراء المقدّمين الألوف (٤)، وصاروا فى قبضته، قاتلين معه مقتولين، فعند ذلك صار ما على يده يد، وكان قد ضعف أمر دولة بنى قلاون، وصار غالب العسكر مماليك جراكسة، وانحطّ قدر الأتراك لما ظهر أمر الجراكسة، فعند ذلك أخذ الأتابكى برقوق فى أسباب أمر سلطنته.

فلما كان يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان، رسم الأتابكى (٥) برقوق لنقيب


(١) أخفى: أخفا.
(٢) شمايل: شمامل.
(٣) والقيل: والقليل.
(٤) المقدمين الألوف: كذا فى الأصل.
(٥) رسم الأتابكى برقوق: ثم إن الأتابكى برقوق رسم.