للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمساكين، ويطلق المحابيس الذين (١) فى السلاسل، ويصالح عنهم أخصامهم، ويطلقهم إلى حال سبيلهم، وقد مات قبل أن يلى ولده برقوق السلطنة؛ ولما مات أعطى الأتابكى برقوق الشيخ جلال الدين بن سراج الدين البلقينى ألف دينار، ليحجّ بها عن والده الأمير آنص فى هذه السنة؛ أورد ذلك المقريزى (٢).

وفيه نادى الأمير المشير جركس الخليلى، فى القاهرة، أن يكون الفلوس العتق كل رطل بدرهم وثلث، بعد ما كانت بدرهم ونصف كل رطل؛ ثم فرّق على الصيارف فلوسا استجدّ ضربها، وعمل عليها رنكه، فمنها فلس زيته أوقية، لتكون كل أربعة دراهم بفلس، ومنها ما زنته نصف أوقية، كل ثمانية بدرهم، حسايا عن كل فلس بثمانية دراهم، ومنها ما يكون كل ثمانية وأربعين فلسا بدرهم، فحصل للناس بسبب ذلك غاية الضرر الشامل، ولم يمش له ذلك، وتوقّفت أحوال الناس، وبطل بيعهم وشراهم، وقلّ جلب البضائع من المأكل وغير ذلك.

ثم نادى الأتابكى برقوق فى يوم الجمعة، بإبطال ذلك جميعه، واستمرار الفلوس العتق على حالها، فارتفعت له الأصوات بالدعاء من الناس قاطبة.

وفيه خلع على الأمير يلبغا الناصرى خلعة السفر، وتوجّه إلى حلب من غير طلب ولا سنيح، بل على جرائد الخيل.

وفيه خلع على صلاح الدين خليل بن عبد المعطى بن عبد المحسن، نقيب دروس الفقهاء الحنفية، واستقرّ فى نظر الحسبة الشريفة، عوضا عن ابن عرب؛ وكان الأمير جركس الخليلى غائبا فى السرحة، فلما حضر أنكر ولايته، وأرسل خلفه، وضربه بين يديه، وكان سعى فى الحسبة بمال له صورة، فراح عليه، وكان قبيح السيرة سيئ التدبير؛ ثم خلع على ابن عرب وأعيد إلى الحسبة.

وفيه خلع على إبراهيم بن كاتب أزلان (٣)، واستقرّ فى وزارة الشام، ومهمّات المرتجع،


(١) الذين: الذى.
(٢) المقريزى: انظر السلوك ج ٣ ص ٤٥٥.
(٣) أزلان: بحرف الزاى، كما فى الأصل.