للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برقوق الأمير آقبغا الصغير، أحد أمراء الطبلخانات، فقبض عليه من قطيا، وقيّده، وأرسله من هناك إلى السجن بالكرك.

وفيه، فى تاسع عشرينه، ابتدأ [١] الأتابكى برقوق يهدم خان الزكاة، الذى بين القصرين، وكان قد آل أمره إلى السقوط. - وفيه، [فى] [٢] هذا الشهر، غلت الأسعار فى سائر البضائع، وتشحّط اللحم والدقيق.

وفى شهر شوّال، كان عيد الفطر يوم الأربعاء، فنزل السلطان إلى الميدان الذى تحت القلعة، وصلّى به صلاة العيد، كما جرت العادة القديمة أنّ السلاطين كانت تصلّى صلاة الأعياد بالميدان.

فلما انقضى أمر الصلاة والخطبة، طلع السلطان إلى القلعة، وحمل الأمير يلبغا الناصرى على رأسه القبّة والطير، ومشت قدّامه الأمراء المقدّمون [٣] والعسكر، بالشاش والقماش، حتى دخل إلى القصر الكبير، وجلس على سرير الملك، وكان عادة السلاطين تحمل على رءوسها القبّة والطير فى الأعياد، فلما تسلطن الظاهر برقوق أبطل ذلك - أورده المقريزى فى السلوك [٤].

وفيه خلع على الأمير يلبغا الناصرى، واستقرّ نائب حلب، عوضا عن الأمير أينال اليوسفى، ورسم له أن يجلس فوق أمير سلاح؛ ثم إنّ السلطان أنعم بتقدمة الأمير يلبغا الناصرى على مملوكه الشرفى يونس، واستقرّ به دوادار كبير، مقدّم ألف؛ وأنعم على رأس نوبته الأمير قردم الحسنى، واستقرّ به رأس نوبة النوب، فعدّ ذلك من النوادر الغريبة، أنّ مملوك أمير يصير رأس نوبة النوب، وكان الأتابكى برقوق فى تلك الأيام يتصرّف فى أمور المملكة، ليس على يده يد.

وفى يوم السبت ثامن عشره، توفّى الأمير آنص العثمانى، والد الأتابكى برقوق، وكان أسلم وحسن إسلامه، وكان يحبّ فعل الخير، ويكثر من الصدقة على الفقراء


(٣) ابتدأ: ابتدى.
(٤) [فى]: تنقص فى الأصل.
(١٠) المقدمون: المقدمين.
(١٣) السلوك: انظر ج ٣ ص ٤٥٣.