للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان ظهوره فى هذه السنة، يدلّ على انقراض دولة بنى قلاون من القاهرة، واستيلاء دولة الجراكسة من بعدهم، وفى الغالب يحدث عقيب ظهور هذا الكوكب الزلازل والخسوف، وكثرة الأهوال، ويدلّ على ذلك ما رواه الحاكم فى المستدرك من طريق أبى ملكية، قال: «غدوت على عبد الله بن عبّاس، ، فقال لى: ما نمت ليلة البارحة، قلت: ولم؟ قال: قالوا لى: قد طلع كوكب الذنب، فخشيت أن يكون الدجّال قد طرقنا».

وفيه كتب باستقرار القاضى شهاب الدين أحمد بن أبى الرضا بن عمر، فى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن كمال الدين عمر بن عثمان بن هبة الله المعرى.

وفيه قدم الأمير يلبغا الناصرى، فخرج الأتابكى برقوق إلى لقائه، وترجّل عن فرسه لما عاينه، واعتنقا، ثم أركبه فرسا من مراكيبه، ودخل صحبته، وشقّا من القاهرة.

وفى شهر رمضان، أنعم السلطان على الأمير يلبغا الناصرى، بتقدمة ألف، وأجلس، وقت الخدمة بالإيوان، رأس الميسرة، فوق أمير سلاح.

وفيه خلع على سعد الدين نصر الله بن البقرى، واستقرّ فى نظر الخاص، عوضا عن الوزير كريم الدين بن مكانس؛ وخلع على ابن مكانس، وأعيد إلى الوزارة من غير نظر الخاص.

وفيه خلع على الأمير جركس الخليلى، أمير آخور كبير، واستقرّ مشير الدولة، ورسم للوزير أن لا يتصرّف فى شئ من أمور المملكة إلا بعد مراجعته.

وفيه خلع على تاج الدين عبد الله بن البقرى، وقرّر فى استيفاء الصحبة، عوضا عن أبيه سعد الدين بن البقرى؛ وخلع على علم الدين يحيى، واستمرّ فى نظر الدولة، كما كان على حاله.

وفيه، فى هذه الأيام، ساق الأمير جركس الخليلى ماء النيل، من البحر إلى الميدان الذى تحت القلعة، وصبّ فى الحوض الذى على بابه بالرملة، وحصل به غاية النفع للسكان، الذين (١) عند باب السلسلة، وكان له نحوا من سبعين سنة لم يجر (٢) فيه الماء. -


(١) الذين: الذى.
(٢) لم يجر: لم يجرى.