وفيه خلع على تاج الدين محمد المليجى، شاهد خزانة الخاص، واستقرّ به فى حسبة القاهرة، عوضا عن جمال الدين محمود العجمى؛ وخلع على علم الدين يحيى، وأعيد إلى نظر الدولة، عوضا عن ابن الريشة، وكان علم الدين يحيى مريضا، فحملت له الخلعة إلى داره؛ وخلع على الأمير قرط بن عمر، وأعيد إلى كشف جهات البحيرة؛ وخلع على عمر بن أخيه، وأعيد إلى ولاية البحيرة.
وفيه قدم الأمير يونس الشهير بالنوروزى، دوادار الأتابكى برقوق، وكان توجّه إلى حلب، صحبة العسكر المتوجّه إلى محاربة ابن ذلغادر، وذلك أنّ العسكر أقام على الأبلستين إلى خامس عشر جمادى الآخرة، ثم رحل العسكر عنها، وقد بلغهم نزول خليل بن ذلغادر بقلعة خرت برت، إلى جهة ملطية.
ثم قدم على العسكر الأمير إبراهيم بن رمضان، مقدّم التركمان، عونة لهم على قتال خليل بن ذلغادر، فنزل بمن معه من العسكر بظاهر ملطية؛ ثم قدم على العسكر الأمير حيدر بن باشا، كبير التركمان البزوقية، وطلب الأمان من الأمراء، فكتب له أمان.
عند ذلك تلاشى أمر خليل بن ذلغادر، وهرب تحت الليل بمن معه من العسكر، وقد نال العسكر مشقّة عظيمة من البرد وكثرة الأمطار، فعند ذلك قصد التوجّه إلى الديار المصرية.
ومن الحوادث، أنّ فى هذا الشهر ظهر فى السماء كوكب له ذؤابة قدر رمحين، من جهة القبلة، وأقام يطلع من هناك مدّة أيام، ثم اختفى (١)؛ قال صاحب مرآة الزمان:«إنّ أول ما ظهر كوكب الذنب، لما قتل قابيل أخاه هابيل، ثم ظهر فى زمن طوفان نوح ﵇، ثم ظهر فى وقت نار إبراهيم ﵇، ثم ظهر عند هلاك قوم عاد وثمود، ثم ظهر عند هلاك فرعون وقومه، ثم ظهر عند غزوة بدر الكبرى، ثم عند قتل عثمان بن عفان، وكذلك عند قتل الإمام علىّ ﵄، وكان يظهر عند قتل جماعة من الخلفاء العباسيّة، منهم: الراضى بالله، والمعتزّ، والمهدى، والمقتدر، وغيرهم من الخلفاء؛ وظهور هذا الكوكب يدلّ على قتل ملك من الملوك، أو ظهور الطاعون».