للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما نفى الأمير بركة الجوبانى، احتاط الأتابكى برقوق على موجوده (١)، فظهر له أشياء كثيرة، فمن ذلك قيل: ظهر له فى مصطبة صغيرة فى اصطبله، كان يجلس عليها أحيانا، سبعين قنطارا من الذهب الهرجة، ووجد له عند محمود العجمى، المحتسب، ثلاثة وعشرين ألف دينار، هذا خارجا عن القماش، والسلاح، والبرك، والخيام، والخيول، والبغال، والجمال، والمماليك، والعبيد، والجوار، والضياع، والأملاك، والمراكب، والغلال، وغير ذلك. - أورد ذلك المقريزى فى كتاب السلوك (٢).

وفيه بدا للأتابكى برقوق أن يفرج عن جماعة من الأمراء الذين (٣) قبض عليهم، فأفرج عن الأمير قرا كسك، والأمير طولوتمر الأحمدى، والأمير تنكز العثمانى، والأمير أيدمر الخطاى، وأمير حاج بن مغلطاى، ويوسف بن شادى.

ثم إنّ الأتابكى برقوق عرض مماليك الأمير بركة، ومماليك الأمير يلبغا الناصرى، فاختار منهم جماعة، فجعلهم مماليك سلطانية. - ثم قبض على أرسلان، دوادار الأمير بركة، وسلّمه، هو وخضر باشاه، إلى مقدّم الدولة سيف، ليعاقبهما ويستخرج منهما الأموال.

وفيه خلع على الأمير مبارك شاه، واستقرّ فى ولاية بلبيس؛ وخلع على الشريف على، نقيب الأشراف، واستقرّ فى حسبة القاهرة، عوضا عن محمود العجمى؛ وخلع على محمد بن العادلى، واستقرّ فى ولاية الأشمونين.

وفيه أفرج عن أرسلان، وخضر باشاه، ومسافر، أستادار الصحبة للأمير بركة، وقد قرّر عليهم مال يردّونه للخزائن السلطانية.

ثم أفرج عن آقبغا صيوان، وتوجّه إلى الشام منفيّا، بعد ما كان توجّه إلى السجن بالإسكندرية. - ثم إنّ الأتابكى برقوق، رسم بالإفراج عن الأمير أينال اليوسفى، فلما حضر أخلع عليه، واستقرّ به فى نيابة طرابلس.


(١) موجوده: موجده.
(٢) السلوك: انظر ج ٣ ص ٣٨٦.
(٣) الذين: الذى.