للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما جرى ذلك أقامت أبواب القاهرة، والأسواق، مغلقة ثلاثة أيام متوالية، لم تفتح، وكذلك أبواب القلعة، ولم يصلّ (١) بها أحد من الأمراء.

ثم إنّ الأتابكى برقوق شرع فى القبض على الأمراء الذين (٢) كانوا من عصبة الأمير بركة، فقبض على الأمير قراكسك، والأمير أيدمر الخطاى، والأمير يلبغا الناصرى، والأمير سودون الطغيتمرى، والأمير يلبغا المنجكى، والأمير قرا بلاط الأحمدى، والأمير قرابغا الأبوبكرى، والأمير تمر بغا الشمسى، والأمير كزل القرمى، والأمير قطلوبك النظامى، والأمير آقبغا المعروف بصيوان الصالحى، والأمير طولوتمر الأحمدى، والأمير تنكز العثمانى، والأمير غريب الأشرفى، والأمير ألطنبغا الأرغونى، والأمير قرا دمرداش الأحمدى، والأمير أمير حاج بن مغلطاى، والأمير طوجى الحسنى، والأمير يوسف بن شادى، والأمير أحمد بن همز (٣) التركمانى، والأمير خضر، والأمير سودون باشاه، والأمير إلياس الماجارى.

وكان هؤلاء (٤) الأمراء، منهم أمراء مقدّمين ألوف (٥)، وأمراء طبلخانات، وأمراء عشرات؛ ثم قبضوا على مماليك الأمير بركة، وعلى أصحابه وألزامه، وحاشيته، فانقرضت دولة الأتراك بأسرها، وانتشت (٦) بعدها دولة الجراكسة من يومئذ.

فلما أن قبضوا على هؤلاء (٤) الأمراء، قيّدوهم وأرسلوهم إلى السجن بثغر الإسكندرية، وأرسلوا طائفة منهم إلى دمياط، وأرسلوا طائفة منهم إلى البلاد الشامية، وطائفة منهم إلى جهة بلاد الصعيد.

فكادت القاهرة أن تخرب فى ذلك اليوم، حتى نادى الأتابكى برقوق للناس بالأمان والاطمان، والبيع والشراء، وأنّ الأسواق والحوانيت تفتح على العادة؛ ثم أخلع على الأمير أحمد بن الطرخانى، واستقرّ فى ولاية الجيزة.


(١) ولم يصل: ولم يصلى.
(٢) الذين: الذى.
(٣) همز: بحرف الزاى، كما فى الأصل.
(٤) هؤلاء: هولاى.
(٥) مقدمين ألوف: كذا فى الأصل.
(٦) وانتشت، يعنى: ونشأت.