للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى عسكر الأمير بركة، بشئ من المأكولات، والأقوات، والعلوفات، وغير ذلك.

ثم إنّ السلطان أرسل الأمير سودون الشيخونى إلى الأمير بركة، وعلى يده تشريف، بأن يستقرّ فى نيابة الشام، ويخمد هذه الفتنة؛ فلما توجّه إليه الأمير سودون بالتشريف أحرقه، وقصد الفتك بالأمير سودون، فرد من عنده على أقبح وجه.

ثم إنّ خشداشين الأمير (١) بركة أشاروا عليه بأن يحطم على برقوق وقت القايلة، والرملة خالية من العسكر، فإنّهم يكونون (٢) فى بيوتهم وقت القايلة، وكان ذلك اليوم شديد الحرّ، فصلّى الأمير بركة صلاة الظهر، وركب من قبّة النصر فى قوّة الحرّ، وقسّم عسكره ثلاث فرق: فرقة تمضى معه، وفرقة تمضى من تحت الجبل الأحمر، وفرقة تمضى من الصليبة.

فلما بلغ الأتابكى برقوق ذلك، أرسل فرقة من عسكره، صحبة الأمير أيتمش البجاسى، تلاقى الفرقة التى تأتى من تحت الجبل الأحمر؛ وأرسل فرقة من عسكره صحبة الأمير آلان، تلاقى الفرقة التى تأتى من الصليبة؛ وأرسل فرقة من عسكره صحبة الأمير أحمد بن همز (٣) التركمانى، تلاقى الأمير بركة، لما يأتى من بين الترب.

فلما حطم الأمير بركة بمن معه من العسكر، وأتى إلى الرملة، لاقته العامّة بالحجارة فى المقاليع، والمماليك بالنشّاب، فتقنطر الأمير بركة عن فرسه فى الرملة، فأركبة بعض أصحابه فرسه، ونجا بنفسه، وهرب إلى مخيّمه بقبّة النصر، وهو مكسور.

ثم اقتحم الأمير أيتمش البجاسى، على الأمير يلبغا الناصرى، وضربه بطبر على ظهره، فأغمى عليه، وأخذ صنجقه وطبلخاناته.

ثم إنّ الأمير مبارك شاه فرّ إلى عند الأتابكى برقوق، وطلب منه الأمان؛ وصار عسكر الأمير بركة يتسحّب من عنده شيئا بعد شئ، ويأتى إلى الأتابكى برقوق، وقد لاحت عليه لوائح (٤) النصر، هذا بعد أن كسره عسكر الأمير بركة فوق العشرين


(١) خشداشين الأمير: كذا فى الأصل.
(٢) يكونون: يكونوا.
(٣) همز: بحرف الزاى، كما فى الأصل.
(٤) لوائح: لولايح.