للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحاز التركمان ما كان معهم من الخيول والجمال والأسلحة، فقيل غنموا منهم التركمان ثلاثين (١) ألف جمل بأحمالها، وثلاثة عشر ألف رأس من الخيل، غالبها مسرجة ملجمة، وغير ذلك مما كان مع العسكر، من قماش وخيام وسلاح، فكان هذا من الوهن فى الدولة، وسوء تدبير نائب حلب، وشدّة جهله، فما شكره على ذلك أحد من الناس.

وفيه حضر إلى القاهرة مبشّر الحاجّ، وأخبر أنّ الحجّاج، لما وصلوا مكّة، بلغهم قدوم عسكر من اليمن، وصحبتهم محمل وكسوة للكعبة، فمنعهم من الدخول إلى مكّة أمير الحاج الأمير قرا دمرداش؛ فلم يزل الشريف أحمد بن عجلان يتلطّف بالأمير قرا دمرداش، حتى أذن لهم فى الدخول إلى مكّة بمحملهم، فدخلوا ووقفوا بعرفة (٢)؛ ثم إنّ أمير الحاج كسى الكعبة، وخرج من مكّة فى يوم عيد النحر، وخشى (٣) من وقوع فتنة بينه وبين صاحب اليمن.

وأخبر المبشّر أن قد حصل للحجّاج مشقّة زائدة، من موت الجمال، وتزايد الأسعار، فى الفول والشعير والبقسماط؛ فلما وصلوا إلى الأزنم، وجدوا العربان قد تعرّضت للإقامات ونهبوها، فاشتدّ الأمر عليهم، وانقطع من الحجّاج جماعة كثيرة فى الطرقات، فماتوا عطشا وجوعا.

وقد بلغت الويبة الشعير إلى خمسين درهما فضّة، ثم تزايدت حتى أبيعت كل ويبة بمائة درهم، ولا توجد، فحصل لهم الضرر الشامل إلى الغاية، ومات فى هذه السنة نحو نصف الحجّاج.

وفيه أعيد القاضى برهان الدين الصنهاجى إلى قضاء المالكية بدمشق، عوضا عن علم الدين القفصى؛ وأعيد القاضى فتح الدين أبو بكر بن إبراهيم بن أبى الكرم محمد ابن الشهيد، إلى كتابة السرّ بدمشق، عوضا عن بدر الدين محمد بن مزهر؛ وأعيد القاضى جلال الدين محمد بن محمد بن عثمان إلى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن كمال الدين بن عثمان المعرى؛ وأعيد شمس الدين محمد بن أحمد بن مهاجر إلى كتابة


(١) ثلاثين: ثلثون.
(٢) بعرفة: كذا فى الأصل، ويقصد: بعرفات.
(٣) وخشى: واخشى.