للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا كان أول مساوئ برقوق، وأفعاله الشنيعة بالديار المصرية، وصار ظلمه يتزايد فيما بعد، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه - أورد ذلك المقريزى فى السلوك (١).

وفيه خلع على شهاب الدين أحمد الدفرى المالكى، واستقرّ مفتى دار العدل. - وفيه أخرج الأمير سودون العلاى، والأمير بهادر الأشقتمرى الناصرى، منفيّين إلى صفد. - وفيه استقرّ الأمير منكلى بغا البلدى فى نيابة صفد، عوضا عن آقبغا الجوهرى؛ واستقرّ الأمير طقطاى (٢) فى ولاية منفلوط.

وفيه خلع على القاضى أوحد الدين عبد الواحد بن إسمعيل بن ياسين، موقّع الأتابكى برقوق، واستقرّ فى نظر الخزانة، عوضا عن علاء الدين على بن عرب.

وفيه وجد برقوق ورقة فى فراشه مكتوب فيها: «أنّ غلام الله يريد أن يكبس عليك فى صلاة الجمعة، ويقتلك»؛ فلما صلّى الجمعة (٣)، أمر الخطيب أن يعجّل فى الخطبة، فلما انقضت الصلاة، قبض على غلام الله وسجنه بخزانة شمايل، وقبض على جماعة من العبيد ممن كان من جهة غلام الله.

وفيه قدم البريد بأنّ الأمير تمرباى الدمرداشى، نائب حلب، خرج بالعساكر الحلبية إلى نحو سيس، وقد كثر فساد التركمان بها، فلما قرب من مدينة إيّاس، أتى إليه بعض أمراء التركمان، وأهدى له هديّة حفلة، وسأله الأمان لأصحابه من التركمان، والتزم له بالدرك على العادة، فقبض عليه وقيّده.

فلما بلغ التركمان ذلك، جمعوا عدّة وافرة من التركمان، وأكمنوا للعسكر الحلبى فى مكان مضيق، يقال له باب الملك، فلما دخل عسكر حلب إلى مدينة إيّاس، نهب ما فيها من الأموال والمواشى، وسبوا النساء، وقتلوا الرجال، وارتكبوا فيهم (٤) كل قبيح، فلما عادوا خرج عليهم ذلك الكمين فى المكان المضيق، فلعبوا بالسيف فى عسكر حلب ودمشق وحماة، فلم ينج منهم إلا من طال عمره.


(١) السلوك: انظر ج ٣ ص ٣٤٥ - ٣٤٦.
(٢) طقطاى: كذا الأصل.
(٣) فلما صلى الجمعة، يعنى لما ذهب إلى صلاة الجمعة.
(٤) فيهم: منهم.