للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عذابا شديدا، وكان ابن مكانس وأخيه أحدثا عدّة مظالم بالديار المصرية، حتى ضجّت منهما الناس.

منها أنّ الأمير يلبغا الخاصكى، لما أبطل المكس من مكّة، عوّض الشريف أمير مكّة عن ذلك، فى كل سنة مائة وسبعين ألف درهم تحمل إليه، فكان ابن مكانس يوزّع ذلك على مباشرين الدولة (١) والخاص؛ وكان الصاحب شمس الدين المقسى، وهو ناظر الخاص، يقوم عن مباشرى الخاص فى كل سنة بستة عشر ألف درهم.

ومنها أنّه ختم على قيسارية جهركس فى آخر شهر رمضان، وزعم أنّ التجّار لم يردّوا له ما عليهم من المكوس، فتعطّل بيع الناس وشراهم على عيد الفطر، حتى التزموا له التجّار بمال جزيل يحملوه (٢) له، حتى فكّ الختم عن باب القيسارية بعد ثمانية أيام.

ومنها أنّه صار يخرج إلى بركة الحاجّ عند خروج الحجّاج، ويلزم المقوّمين بإحضار أوراق مشترى جمالهم من سوق الجمال، فمن لم يحضر ورقة مشترى جمله من سوق الجمال، رسم عليه وغرّمه مبلغا له صورة، فأضرّ ذلك بالحجّاج وتعطّل حالهم، فرجع من الحجّاج جماعة كثيرة من البركة إلى القاهرة؛ وفعل من أنواع المظالم من هذا النمط أشياء كثيرة، لم يفعلها هناد فى أيامه.

وفيه أخلع السلطان على الصاحب تاج الدين النشو الملكى، وأعيد إلى الوزارة؛ وأخلع على الصاحب شمس الدين أبى الفرج المقسى، وأعيد إلى نظر الخاص؛ وأخلع على علم الدين يحيى طباهجة بن رزق الله بن إبراهيم بن الفخر بن شاكر، واستقرّ فى نظر الدولة، عوضا عن فخر الدين بن مكانس، أخى كريم الدين بن مكانس؛ وأخلع على عبد الله بن الصاحب كريم الدين بن الغنّام، واستقرّ فى نظر الأسواق.

وفى شهر ذى القعدة، فيه قبض على سلام بن التركيّة، أمير عرب البحيرة، وسجن بخزانة شمايل. - وفيه خلع على القاضى ناصر الدين محمد بن محمد بن محمد بن عطا الله التنسى المالكى، واستقرّ فى قضاء مدينة الإسكندرية، عوضا عن القاضى عزّ الدين


(١) مباشرين الدولة: كذا فى الأصل.
(٢) يحملوه: كذا فى الأصل.