للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمراء، وبالغوا فى إكرامه، وبعثوا إليه بالصلات السنيّة، والضيافات الكثيرة.

وفى شهر شعبان، فيه خلع على الأمير شرف الدين موسى بن قرمان، واستقرّ نائب الوجه القبلى، ورسم بأن يكاتب بملك الأمراء، وأنعم عليه بتقدمة ألف؛ وهو أول من ولى من كشّاف الصعيد، واستمرّ الحال كذلك فيما بعد.

وخلع على الأمير على خان، واستقرّ والى البحيرة، عوضا عن أيدمر الشمسى؛ ثم عزل عنها وأعيد أيدمر المعروف بالشمسى، وكانت عربان البحيرة قاطبة داخلة تحت طاعته.

وفيه قدم الأمير منكلى بغا البلدى إلى دمشق، وقد أفرج عنه، وكان مسجونا بقلعة حلب، فتوجّه إلى دمشق يقيم بها بطّالا، إلى أن يفعل الله تعالى ما يريد.

وفى شهر رمضان، فيه قبض على الطواشى سابق الدين مثقال الجمالى، زمام الدور، وصودر، وأخذ منه ثلاثة آلاف دينار، فأقام أيّاما فى الترسيم، ثم أفرج عنه، ونزل إلى داره.

وفيه قبض على الأمير شهاب الدين أحمد بن همز (١) التركمانى، وقد خشوا منه أن يفرّ إلى بلاد التركمان، ويخرج عن الطاعة، فبادروا بالقبض عليه، وسجن بالقلعة.

وفيه قبض على الأمير جمال الدين عبد الله بن بكتمر الحاجب، وقبض على ولده الأمير ناصر الدين محمد، وأخرجوا إلى الشام، ليقيموا (٢) بها فى السجن فى قلعة دمشق؛ ثم شفع فيهما فردّوا بعد ثلاثة أيام، وقرّر عليهما عشرة آلاف دينار؛ ثم أنعم على الأمير جمال الدين عبد الله بإمرة طبلخاناة؛ وكان الأمير بركة تغيّر خاطره على الأمير جمال الدين عبد الله، فأمر بنفيه إلى الشام، حتى شفع فيه بعض الأمراء.

وفى شهر شوّال، خرج الحاج من القاهرة صحبة المحمل الشريف، وكان أمير الركب الأمير بهادر الجمالى.

وفيه قبض على الصاحب كريم الدين بن مكانس، وعلى أخيه فخر الدين، وعذّبا


(١) همز: بحرف الزاى، كما فى الأصل.
(٢) ليقيموا: ليقيمون.