اضطجع بالقبر عطس وردّت فيه الروح، فحلّوا أكفانه وأخرج من القبر، وصار يحدّث الناس بما جرى له؛ ثم عاش بعد ذلك ثلاث سنين، حتى مات ثانيا، فعدّ ذلك من النوادر الغريبة.
وفيه أخرج الأمير قراكسك على خيل البريد، لإحضار الأمير منكلى بغا البلدى، نائب حلب؛ وأخرج الأمير بورى الأحمدى إلى القدس منفيّا، وأنعم عليه بنظر مسجد القدس والخليل ﵇.
وفى شهر رجب، فيه خلع على الشيخ شمس الدين محمد النيسابورى ابن أخى جار الله، واستقرّ فى مشيخة خانقاة سعيد السعداء، عوضا عن الشيخ برهان الدين الأبناسى، بحكم وفاته بمكّة.
وفيه قدم البريد بسيف الأمير منكلى بغا البلدى، نائب حلب، وأنّه سجن بقلعة حلب؛ ثم أرسل السلطان تشريفا عظيما إلى الأمير تمرباى الدمرداشى، بأن يستقرّ فى نيابة حلب، عوضا عن الأمير منكلى بغا البلدى؛ وأرسل تشريفا آخر أيضا إلى الأمير جنتمر، أخى طاز، بأن يستقرّ فى نيابة حماة، وكان بطّالا بدمشق.
وفيه قدم الأمير قرط، متولّى أسوان، بأحد عشر رأسا من رءوس أمراء أولاد الكنز، فعلّقت تلك الرءوس على باب زويلة، ولم يعهد بمثل هذا قبل ذلك؛ وأحضر من رجال الكنز مائتى رجل فى الحديد، فسجنوا فى خزانه شمايل.
وفيه رسم باستقرار الأمير تغرى برمش، حاجب الحجّاب، فى نيابة غزّة، وكان ذلك مقتا من الأتابكى برقوق فى حقّه.
وفيه قدم الخبر بأنّ طائفة من عربان البحيرة، وأنّ كبيرهم يقال له بدر بن سلام، توجّهوا إلى الصعيد، فلقيهم الأمير مراد، كاشف الوجه القبلى، فتحارب معهم، وقتل فى المعركة جماعة من العربان.
وفيه قدم الشيخ أمين الدين محمد بن محمد بن محمد النسفى الخوارزمى، قدم من بلاد خوارزم فى طائفة من الفقراء، فأنزله الشيخ نظام الدين إسحق الأصفهانى، شيخ خانكاة سرياقوس، بمدرسته التى على طارف الجبل، تحت دار الضيافة، فأقبل إليه