وفيه خلع على الأمير بركة الجوبانى، واستقرّ رأس نوبة النوب، بعد أن كان أمير مجلس، وكان يومئذ رأس نوبة النوب أكبر من إمرة مجلس؛ وخلع على الأمير قرا دمرداش الأحمدى، واستقرّ أمير مجلس، عوضا عن الأمير بركة، بحكم انتقاله إلى رأس نوبة النوب.
وفيه خلع على الأمير ألطنبغا الجوبانى، واستقرّ رأس نوبة ثان. - وفيه خلع على جمال الدين محمود العجمى، واستقرّ محتسب القاهرة، وأضيف إليه نظر المارستان المنصورى أيضا.
وفيه ورد البريد من طرابلس بقدوم الفرنج إليها فى عشرة مراكب، فلما نزلوا على ساحل طرابلس، حاربهم الأمير يلبغا الناصرى، نائب طرابلس، وقتل منهم جماعة، وفرّ باقيهم إلى مراكبهم، وساروا إلى بلادهم.
وفى شهر جمادى الأولى، فيه، فى أوله، ركب السلطان ونزل من القلعة، وتوجّه إلى الميدان الكبير برسم اللعب بالكرة، على ما جرت به العادة القديمة، ففعل ذلك ثلاثة سبوت (١) متوالية، ولم يتّفق فى السنة الماضية نزوله إلى الميدان، لما كان من الاشتغال بالحروب والفتن؛ فلما لعب بالأكرة، أنعم فى ذلك اليوم على الأتابكى برقوق، والأمير بركة، لكل واحد منهما بفرس خاص، وهو بسرج ذهب وكنبوش؛ وأنعم على أكابر مماليكهما بأقبية بطرز زركش.
وفيه قدم البريد وأخبر أنّ خليل بن ذلغادر، أمير التركمان، قتل الأمير مبارك شاه الطازى، نائب مدينة الأبلستين، وذلك أنّ الأمير مبارك شاه ركب فى عسكر من حلب لقتال ابن ذلغادر، فهزمه ونهب ما معه؛ ثم إنّ ذلغادر أكمن له كمينا، فلما انكسر تبعه مبارك شاه، فخرج عليه ذلك الكمين، فانكسر مبارك شاه، وقبضه ابن ذلغا در باليد، فضرب عنقه بين يديه.
وفيه قبض على الصاحب شمس الدين أبى الفرج عبد الله المقسى، ناظر الخاص؛ وقبض على جماعته وألزامه، ثم حمل وحبس فى بيت الأمير بركة، وقد رافعه الصاحب