للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التشريف، لم يتهيّأ له ذلك، وسببه أنّ الأتابكى برقوق كان عيّن له الوظيفة أولا بغير مال، وأبطأ عليه بلبس التشريف، فسعى من باب الأمير بركة بأربعة آلاف دينار، وكتب خطّ يده بذلك للأمير بركة.

فلما طلع ليلبس التشريف، فقال الأمير برقوق: «حتى تردّ أربعة آلاف دينار التى (١) التزمت بها»، فأنكر ابن الملقّن ذلك، فأخرج له الأمير برقوق الورقة التى كتبها بخطّ يده، وأرسلها إلى الأمير بركة، فلما رأى ابن الملقّن تلك الورقة، قال:

«ليس هذا خطّى»، فحنق منه الأتابكى برقوق، وأمر به فسلّم إلى الحاج محمد بن يوسف، مقدّم الدولة، ليستخلص منه الأربعة [آلاف] (٢) دينار التى التزم بها، وانفضّ المجلس على ذلك، وقسلّمه الحاج محمد بن يوسف، مقدّم الدولة.

فلما بلغ ذلك الشيخ سراج الدين عمر البلقينى، ركب وطلع إلى الأتابكى برقوق، هو والشيخ المعتقد أبو عبد الله محمد الركراكى، وجماعة من أعيان العلماء، وسألوا الأتابكى برقوق فى الإفراج عن الشيخ سراج الدين بن الملقّن، فوعدهم برقوق إلى الغد يرسل يحضره إليهم، فخلف الشيخ سراج الدين البلقينى، ثلاثة أيمان فى ثلاث مرّات، أنّه ما ينزل من باب السلسلة إلا بابن الملقّن صحبته، فأجابه برقوق إلى ذلك، وحضر له بابن الملقّن، فمضى به صحبته - نقل ذلك المقريزى فى السلوك (٣).

وفيه أفرج عن الأمير طشتمر، أمير كبير، الذى كان فى السجن بالإسكندرية، ورسم له بأن يتوجّه إلى دمياط، ويقيم بها، وأنعم عليه ببلد بالقرب من دمياط، تقوم بأوده، هو وعياله.

وفيه خلع على الأمير منكلى بغا الطرخانى، واستقرّ نائب الكرك، عوضا عن الأمير تمرباى الطازى.

وفيه خلع على همام الدين بن قوام، واستقرّ فى قضاء القضاة الحنفية بدمشق، وقد التزم بمال؛ وعزل عنها نجم الدين أحمد بن أبى العزّ.


(١) التى: الذى.
(٢) [آلاف]: تنقص فى الأصل.
(٣) السلوك: انظر ج ٣ ص ٣٣٣ - ٣٣٤.