للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فنقله الأتابكى شيخو العمرى، وجعله على باب خانقته التى فى الصليبة.

وهو باق إلى الآن.

وكان بمنف أنهار تجرى من أعلا سورها، محكمة من ماء النيل فى درج، كلما وصل الماء إلى درجة امتلأت الأخرى، حتى يصعد الماء إلى أعلا السور، ويدخل بيوت المدينة عن آخرهم، ثم يخرج من مواضع، ويسقى البساتين والقرى، ثم يرجع إلى البحر.

وقد سكنها من بعد ذلك فرعون موسى، ، وهو القائل: «أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون».

ولم تزل منف محكمة البناء، كثيرة الآثار والكنوز والعجائب، على ما ذكرناه، حتى قدم بخت نصر إلى مصر، وأخربها عن آخرها، كما سيأتى ذكر ذلك فى موضعه.

واستمرّ بيصر بن حام بمنف حتى كبر سنّه، وقيل إنّه عاش سبعمائة سنة، وبيصر هذا هو أبو القبط، وإليه تنتسب؛ وكان له خمسة من الأولاد، وهم: مصريم، وقفط، وأشمون، وأتريب، وصا؛ فلما مات بيصر بن حام اقتسمت أولاده أرض مصر، وعمر كل واحد منهم مدينة، فسمّيت به.

ولما مات بيصر بن حام، فاستخلف ابنه مصريم، وكان أكبر أولاده، وهو الذى بنى مدينة مصر، وبه سمّيت، وهو مصريم الثانى، فبنى مصر، واختطّ سورها، وأظهر بها العجائب والحكم.

وأقام بها إلى أن هلك، فاستخلف أخاه قفط، وإليه تنتسب مدينة قفط؛ وقيل هو الذى بنى أهرام دهشور؛ وقيل إنّ هودا، ، بعث فى أيامه؛ وهو أول من اتّخذ النيروز بمصر فى أيامه.

وقيل إنّ قفط هذا عاش أربعمائة سنة، ثم هلك، فاستخلف أخاه أشمون، وإليه تنتسب مدينة أشمون؛ وهو الذى شقّ بمصر الأنهار، وغرس بها الأشجار، وعقد بها القناطر، وصنع بها الجسور.

واستمرّ أشمون على ذلك حتى هلك، فاستخلف أخاه أتريب؛ وهو الذى