وفيه قدمت الأخبار من مدينة فاس، ببلاد المغرب، بوقوع فتنة عظيمة، قتل فيها الوزير أبو بكر بن غازى، وكادت فاس أن تخرب عن آخرها.
وفيه فى يوم الأحد خامس عشرينه، توفّى الشيخ علاء الدين على بن محيى الدين عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد بن أبى الحسن بن عبد الصمد ابن تميم المقريزى (١)، والد الشيخ تقىّ الدين أحمد المقريزى الشافعى، وقيل كان حنبلى المذهب، صاحب كتاب الخطط، وكان أصله من دمشق، وباشر عدّة وظائف، منها التوقيع السلطانى، وكان له خطّ جيّد، وعبارة حسنة فى الإنشاء، وعاش من العمر فوق الخمسين سنة.
وفى شهر شوّال، وصلت رأس الأتابكى قرطاى إلى القاهرة، وأشبع أنّه مات مخنوقا فى السجن بطرابلس فى هذا الشهر.
وفيه أخلع على القاضى تاج الدين الملكى، واستقرّ فى نظر الجيش، عوضا عن تقىّ الدين عبد الرحمن بن محبّ الدين محمد. - وفيه خلع على الناصرى محمد بن طاجار، واستقرّ فى ولاية دمياط.
وفى شهر ذى القعدة، وقع الرخاء بالديار المصرية، حتى أبيع الخبز البايت كل أربعة وعشرين رطلا بدرهم، حسابا عن كل رغيف رطل، بفلس، وأبيع الجبن الجاموسى كل عشرة أرطال بثلاثة دراهم ونصف درهم، وأبيع البيض كل أربعين بيضة بدرهم، وأبيع كل قنطار جين حالوم بثلاثين درهما، وعلى هذا فقس فى سائر البضائع.
وفيه خلع على القاضى علم الدين محمد بن ناصر الدين محمد القفصى المصرى، واستقرّ فى قضاء المالكية بدمشق، عوضا عن برهان الدين الصنهاجى؛ وأخلع على القاضى كمال الدين عمر بن الفخر عثمان بن هبة الله المعرى، واستقرّ فى قضاء الشافعية بحلب، عوضا عن جلال الدين محمد الزرعى؛ وأخلع على القاضى محبّ الدين محمد بن محمد بن الشحنة، واستقرّ فى قضاء الحنفية بحلب، عوضا عن جمال الدين إبراهيم بن العديم، فلم يقم غير مدّة يسيرة وعزل عن القضاء، وأعيد ابن العديم كما كان أولا، فى قضاء الحنفية بحلب.