وفيه خلع على آقبغا الجوهرى، واستقرّ فى نيابة غزّة، عوضا عن الأمير مبارك شاه المشطوب؛ واستقرّ مبارك شاه حاجبا فى طرابلس.
وفى شهر شعبان، رسم السلطان للأمير طينال، بأن يقيم فى بيته وهو طرخان، وكان أمير طبلخاناة، فرتّب له ما يكفيه ولزم بيته.
وفيه أخلع السلطان على الأمير خليل بن عرام، واستقرّ فى الوزارة، عوضا عن ابن الرويهب؛ واستقرّ تاج الدين النشو الملكى، فى نظر الدولة، عوضا عن سعد الدين بن ريشة؛ واستقرّ ابن ريشة فى نظر الأسواق ودار الضيافة.
وفيه أخرج الأمير بيبغا الطويل العلاى، أحد الأمراء الطبلخانات، منفيّا إلى الشام، لذنب أوجب ذلك.
وفى شهر رمضان، فى يوم الاثنين ثانيه، رسم الأمير برقوق بتسمير مملوك من مماليك السلطان السلحدارية، اسمه: تكا، فسمّر وطيف به على جمل، ونودى عليه:
«هذا جزاء من يرمى الفتن بين الأمراء، ويتكلّم فيما لا يعنيه».
قيل إنّه وشى عند الأمير طشتمر، أتابك العساكر، بأنّ الأمير برقوق يقصد القبض على الأتابكى طشتمر، فبعث طشتمر يعتب الأمير برقوق على ما بلغه عنه، فأنكر برقوق وحلف عن ذلك، أنّه ما وقع منه هذا الكلام قطّ، وطلب منه الناقل لهذا الحديث؛ فبعث إليه بذلك المملوك المسمّى تكا، ففعل به ما تقدّم ذكره.
وكان برقوق كاذبا فيما حلفه، والذى نقله عنه ذلك المملوك حقّا، وقد ظهر الصدق فيما بعد، وراح المملوك ظلما.
وفيه كانت وفاة الشيخ جابر الأعمى، صاحب البديعية التى تعرف ببديعية العميانى، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن على بن جابر، وكان أصله من الأندلس، من غرناطة، وكان مولده سنة سبع وتسعين وستمائة، وكان مالكى المذهب، وكان إماما عالما فاضلا، بارعا فى العربية، وكان شاعرا ماهرا، وله شعر جيّد، فمن ذلك قوله: