للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم، فحاربوه وجرحوه، فعاد وهو مريض من جراحته، فمات عقيب ذلك.

وفيه عزل قاضى القضاة الشافعى برهان الدين بن جماعة، نفسه، من وظيفة قضاة القضاة، وترك حضور الخدمة السلطانية بالإيوان، فى يومى الاثنين والخميس؛ وسبب ذلك لما رأى تغيّر أحوال أرباب الدولة بالأمور الفاحشة، فعزل نفسه باختياره، وخرج إلى تربة كوكاى، قاصدا للسفر إلى بيت المقدس.

فلما سافر، عيّن الأتابكى طشتمر العلاى وظيفة القضاء إلى شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقينى، فلم يوافقه على ذلك بعض الأمراء، وترشّح إلى ولاية قضاء الشافعية الشيخ بدر الدين محمد بن أبى البقا السبكى، وأورد مالا (١) له صورة؛ فشقّ ذلك على الشيخ سراج الدين البلقينى، وعزل نفسه من قضاء العسكر، وتركها لولده بدر الدين.

فلما كان يوم الخميس ثامن عشره، خلع على بدر الدين محمد بن قاضى القضاة بهاء الدين أبى البقا السبكى، واستقرّ فى قضاء الشافعية، عوضا عن القاضى برهان الدين إبراهيم بن جماعة.

وخلع على الشيخ سراج الدين عمر البلقينى، واستقرّ فى تدريس المدرسة الناصرية، التى بجوار قبّة الإمام الشافعى، رحمة الله عليه.

وخلع على الشيخ ضياء الدين عبيد الله القرمى، واستقرّ شيخ الخانقاة البيبرسية الركنية، يدرّس فى الفقه والحديث، عوضا عن ابن أبى البقا السبكى.

واستقرّ جلال الدين عبد الرحمن بن البلقينى، فى توقيع الدست، عوضا من أخيه بدر الدين.

واستقرّ الشيخ صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوى، أحد نوّاب القضاة الشافعية، فى إفتاء دار العدل، عوضا عن ابن أبى البقا السبكى.

فأخلع على هؤلاء (٢) الجميع فى يوم واحد، ونزلوا صحبة قاضى القضاة بدر الدين محمد ابن أبى البقا السبكى، وكان ذلك اليوم مشهودا.


(١) مالا: مال.
(٢) هؤلاء: هولاى.