للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه خلع على الأمير قطلو آقتمر، أخى آقتمر الحنبلى، نائب الشام، واستقرّ فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن الأمير خليل بن عرام؛ ورسم بإحضار ابن عرام، وزوجته الستّ سمرا، وقد قرّروا عليها مالا (١)، تردّه للخزائن الشريفة.

وفيه توجّه الأمير بلاط السيفى ألجاى، أمير سلاح، إلى نحو شبرامنت، وكان زمن الربيع، فأقام هناك ثلاثة أيام، فأرسل إليه السلطان خلعة هناك بأن يستقرّ فى نيابة طرابلس، ويتوجّه إليها من هناك؛ فأجاب بالسمع والطاعة، وخرج من هناك قاصدا لطرابلس؛ فلما وصل إلى العكرشا، جاءت إليه المراسيم بأن يتوجّه إلى بيت المقدس ويقيم به بطّالا، فتوجّه إليه بطّالا.

فلما مضى أمره أخلع السلطان على الأمير يلبغا الناصرى، واستقرّ أمير سلاح، عوضا عن الأمير بلاط المذكور.

وفى شهر رجب، فيه كانت وفاة الأمير آقتمر الحنبلى، نائب الشام، وكان من خيار الأمراء، وإنما سمّى الحنبلى لأنّه كان يبالغ فى طهارته بالماء، فسمّى الحنبلى؛ وكان أصله من مماليك الملك الصالح إسمعيل؛ وكان أميرا جليل القدر، ولى عدّة وظائف سنيّة، منها: نيابة السلطنة بمصر، ونيابة الشام أيضا، وغير ذلك من الوظائف الجليلة.

فلما توفّى أخلع السلطان على الأمير بيدمر الخوارزمى، واستقرّ فى نيابة الشام، عوضا عن الأمير آقتمر الحنبلى، بحكم وفاته.

وفيه وردت الأخبار من الإسكندرية، بوفاة الأمير قطلو خجا، أخى الأمير أينبك البدرى، قيل مات وهو سكران، تسلّق من حائط فى السجن ليهرب، وهو لا يعى، فوقع ومات، فلم يصلّ (٢) عليه أحد من الناس، ولم يغسّل، ودفن فى دهليز السجن، وقد تقدّم القول على ذلك، وهذا القول أصحّ، وكان جاهلا، قليل الدين جدّا.

وفيه خرج الأمير طيبغا الجمالى ليكبس على العربان بناحية أطفيح، فلما كبس


(١) مالا: مال.
(٢) فلم يصل: فلم يصلى.