للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، فى يوم السبت سابع عشره، ورد الخبر بأنّ الأمير طشتمر، نائب الشام، والأمير أشقتمر (١) نائب حلب، والأمير تمر باى، نائب صفد، قد خرجوا عن الطاعة، وخامروا جميعا، وأطلقوا من كان فى سجن الكرك من الأمراء، والتفّ عليهم جماعة من الأمراء، منهم: الأمير أرغون الأسعردى، والأمير آقتمر الحنبلى، والأمير قرطاى، والتفّ عليهم جماعة كثيرة من عربان جبل نابلس، والتركمان، وقالوا:

نحن لا نرضى بتحكّم أينبك البدرى فينا، وأنّهم جميعا فى طاعة الأمير طشتمر؛ وقد عزموا على المسير إلى مصر، لمحاربة الأمير أينبك، ومنعوا البريد أن يرد إلى مصر بهذه الأخبار.

فلما تحقّق الأمير أينبك البدرى صحّة هذا الخبر، أرسل خلف الأمراء المقدّمين، وقضاة القضاة، وحلّف الأمراء لنفسه، وللسلطان، بحضرة القضاة، وأمرهم بأن يتجهّزوا إلى الخروج إلى الشام؛ ثم إنّه علّق الجاليش السلطانى على الطبلخاناة التى (٢) بالقلعة.

وفيه، فى سابع عشرين تموز، الموافق لثالث مسرى، اظلمّ الجوّ، وأمطرت السماء مطرا غزيرا، حتى سال من الجبل المقطّم سيلا عظيما، وأرعد الجوّ وأبرق، ثم تساقطت فى الليل نجوم عديدة، ففزع الناس من ذلك غاية الفزع.

وفيه، فى يوم الثلاثاء عشرينه، طلب الأمير أينبك الخليفة المتوكّل على الله محمد، فلما حضر عظّمه وأجلّه، وأخلع عليه، وأعاده إلى الخلافة كما كان، وعزل المستعصم (٣) بالله زكريا من الخلافة، فكانت مدّة ولايته للخلافة نحو عشرين يوما لا غير، كأنها يوم أو بعض يوم.

وفيه، فى يوم الجمعة ثالث عشرينه، خلع على شمس الدين محمد الدميرى، وأعيد إلى حسبة القاهرة، عوضا عن جمال الدين محمود العجمى.

وفيه تزايدت عظمة الأتابكى أينبك البدرى، وصار يتصرّف فى أمور المملكة بما يختار؛ وكان له ولدان صغار، فأنعم على كل واحد منهما بتقدمة ألف، وأنعم على


(١) أشقتمر: كذا فى الأصل.
(٢) التى: الذى.
(٣) المستعصم: المعتصم.