للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى توقيع الدست، عوضا عن إبراهيم بن اللّبان، شاهد قرطاى.

وفى شهر ربيع الأول، فى يوم الأحد رابعه، استدعى الأتابكى أينبك الخليفة المتوكّل على الله محمد، فلما حضر، قال له: «أريد أن أخلع المنصور على من السلطنة، وأسلطن الأمير أحمد بن يلبغا العمرى»، فاعتذر إليه الخليفة أنّه ابن أمير وليس هو من بيت الملك، فقال أينبك: «أليس هو على ما قيل ابن السلطان حسن»؟

وكان يلبغا تزوّج بزوجة السلطان حسن، فلما تزوّج بها ظهر أنّها كانت حاملا من السلطان حسن، فولدت الأمير أحمد هذا على فراش يلبغا، فأشيع أنّه ابن الأمير يلبغا العمرى؛ وكان الأتابكى أينبك تزوّج بأمّ الأمير أحمد بعد الأتابكى يلبغا.

فلما لم يوافقه الخليفة على ذلك، فحنق منه وسبّه، وقال له: «ما أنت فالح إلا فى اللعب بالحمام، والاشتغال بالجوارى المغنيات، والضرب بالعود»؛ وصار يبالغ فى سبّه ويوبّخه بهذا الكلام الفاحش؛ ثم إنّه رسم بنفيه إلى قوص، فخرج إليها من يومه، فشقّ ذلك على الناس وتأسّفوا عليه.

ثم إنّ أينبك أرسل خلف زكريا بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الحاكم بأمر الله، فلما أن حضر أخلع عليه واستقرّ به خليفة، عوضا عن محمد المتوكّل على الله، ولقّبه بالمستعصم بالله، وكانت ولايته بغير مبايعة، ولا خلع المتوكّل من الخلافة.

فلما خرج المتوكّل ليتوجّه إلى قوص، أقام بالآثار النبوى، حتى يقضى أشغاله بقيّة يومه، فوقعت فيه شفاعة من النفى إلى قوص، فتوجّه إليه الأمير بلوط الحاجب، ورجع به من الآثار النبوى إلى داره بطّالا، فلزمها.

وفيه أخلع السلطان على الأمير خليل بن عرام، واستقرّ حاجب الحجّاب؛ وأخلع على الأمير جمال الدين عبد الله بن بكتمر، واستقرّ حاجبا ثانيا. - وفيه خرج الأمير أرغون العثمانى منفيّا إلى الشام.

وفيه أسكن الأتابكى أينبك البدرى، مائتى مملوك، من شجعان مماليكه، فى مدرسة السلطان حسن، وأسكن مائة مملوك من مماليكه بمدرسة الأشرف شعبان، التى برأس الصوّة، فتشوّشت الأمراء من ذلك.