للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيبغا السابقى، وأخذ الأمير أسندمر الصرغتمشى تقدمة الأمير بلاط الصغير؛ ثم إنّهم عيّنوا الأتابكية إلى الأمير قرطاى.

ثم إنّهم نصّبوا لهم خليفة من بنى عمّ الخليفة محمد المتوكّل. - وأقاموا عزّ الدين حمزة بن علاء الدين على بن محيى الدين يحيى بن فضل الله فى كتابة السرّ، إلى أن يحضر أخوه بدر الدين.

ثم ظهر شمس الدين المقسى، فأقرّوه فى نظارة الخاص على عادته؛ فأحضر لهم التشاريف والمثمرات والخلع، ففرّقوها على الأمراء، ورتّبوا أحوال المملكة، ومدّوا السماط فى القصر الكبير على العادة.

هذا والعسكر والأمراء بالسلاح على ظهور خيولهم، تحت القلعة فى الرملة، يترقّبون ما يرد عليهم من الأخبار، فإنّهم كانوا قد واعدوا خشداشينهم، بأن يثيروا فتنة مع السلطان فى العقبة، إذا هم وصلوا إلى هناك.

ثم أشيع بين الناس، أنّ المماليك قد قبضوا على شخص من المماليك السلطانية، الذين (١) توجّهوا صحبة السلطان إلى الحجاز، يقال له قازان اليرقشى، وكان من جملة الأمراء الآخورية، فلما قبضوا عليه، أحضروه إلى بين يدى نائب الغيبة، فسأله عن سبب حضوره إلى القاهرة، فمغمغ (٢) عليه فى الكلام، وتلجلج لسانه، فأمر نائب الغيبة بتوسيطه، فعرّوه ومدّوه للتوسيط.

فلما رأى عين الجدّ قال: أنا أخبركم بما جرى هناك، وما ذاك إلا أنّنا لما وصل السلطان إلى العقبة، وقف له جماعة من المماليك السلطانية، وطلبوا منه علق، فقال لهم السلطان: «اصبروا إلى أن نصل إلى الأزنم»، ثم سألوه أن ينفق عليهم لكل مملوك عشرة دنانير، بسبب جوامك غلمانهم، الذين (١) سافروا معهم، فقال لهم: «ما عندى إلا العليق والبقسماط»، فراودوه فى ذلك مرارا وهو يأبى؛ فتوجّهوا المماليك إلى عند


(١) الذين: الذى.
(٢) فمغمغ عليه فى الكلام، وتلجلج لسانه: كذا فى الأصل، والمعنى المقصود واضح.