للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنّهم أخلعوا على شخص من المماليك واستقرّوا به والى القاهرة، فنادى بها بالأمان والاطمان، والبيع والشرى، والدعاء بالنصر للملك المنصور على، والترحّم على الملك الأشرف شعبان؛ ولم يصحّ عنه خبر بموته، ولا جاء من عنده بمن يخبر بشئ من ذلك.

ثم طلع إلى القلعة جماعة من المباشرين، منهم: أمين الدين، ناظر الدولة، والحاج يوسف، مقدّم الدولة. - ولم يطلع شمس الدين المقسى، ناظر الخاص، خوفا من المماليك أن يقتلوه، فإنّه قبل ذلك وقع بينه وبين المماليك، بسبب رواتبهم من الجوامك، وغير ذلك؛ ثم إنّ طائفة من المماليك توجّهوا إلى بيت شمس الدين المقسى ليقتلوه، فهرب منهم، ولم يظفروا به.

ثم إنّ الأمراء أحضروا الأمير آقتمر عبد الغنى، أمير كبير، وكان مسافرا بالصعيد فحضر؛ فلما اجتمع بالأمير أيدمر الشمسى، والأمير علم دار، وبقيّة الأمراء، فأتوا بهم تحت القلعة، وقد أبوا من طلوع القلعة، فأنزل إليهم المماليك بالأمير على الذى سلطنوه إلى الاصطبل، وطلعوا إليه بالأمراء، فقبّلوا له الأرض، وحلفوا له على العادة، إلا الأمير طشتمر الصلاحى، والأمير بلاط السيفى، والأمير حطط، رأس نوبة؛ والكل أمراء عشرات، فإنهم لم يوافقوا المماليك على ما فعلوه، فلما أبوا من ذلك، قبضوا عليهم.

وطلبوا الأمير ألطنبغا أبو قورة، أمير سلاح، وكان قد تأخّر عن السفر لمرض به، والأمير طاز، فاعتذرا عن الحضور بالضعف، وأرسلا مماليكهما إلى عند الأمير أينبك، والأمير طشتمر اللفاف، والأمير أسندمر الصرغتمشى، والأمير قرطاى، وقد صاروا أرباب الحلّ والعقد فى هذه الأيام.

ثم إنّ هؤلاء الأمراء تقاسموا (١) الإمريات التى كانت (٢) مع الأمراء للسافرين للحجاز، فأخذ الأمير طشتمر اللفاف، تقدمة الأمير أرغون شاه، رأس نوبة النوب، وأخذ الأمير قرطاى تقدمة الأمير صرغتمش، وأخذ الأمير أينبك البدرى تقدمة الأمير


(١) تقاسموا: تقسموا.
(٢) التى كانت: الذى كانوا.