للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه رسم السلطان بإخراج إخوته، وبنى أعمامه، ومن كان من ذريّة قلاون قاطبة، بأن يتوجّهوا (١) إلى مدينة الكرك، ويقيموا (٢) بها إلى أن يعود من الحجاز، فسافروا فى قوّة الشتاء، وحصل لهم الضرر الشامل، فأخرجوا أجمعين، وأولادهم ونساءهم، ومن كان من جماعتهم.

وفيه خلع على الطواشى ظهير الدين مختار الحسامى، واستقرّ فيه تقدمة المماليك، عوضا عن مختار شادروان (٣)، بحكم موته.

وفى شهر شعبان، فيه أنعم السلطان على جماعة من الأمراء بإمريات طبلخانات، وإمريات عشرات، منهم: الأمير يلبغا المنجكى، والأمير مغلطاى البدرى، والأمير قطلوبغا البزلارى، وطشتمر المحمدى اللفاف، والأمير ألطنبغا العلاى.

وفيه أخلع على الأمير فخر الدين إياس الصرغتمشى، واستقرّ به أستادار ثانيا. - وفيه أخلع على الأمير بلوط الصرغتمشى، أمير مشوى، واستقرّ شاد الشرابخاناة، وأنعم على الأمير علم دار، بتقدمة ألف.

وفيه كثر الاهتمام بحركة السلطان إلى السفر إلى الحجاز، وأرسل الإقامات من الشعير والفول والدقيق والبقسماط، إلى مواضع المنازل بطريق مكّة.

وفى شهر رمضان، فيه، فى يوم الخميس حادى عشره، عزل السلطان الأمير آقتمر الحنبلى، من نيابة السلطنة، وقرّره فى إمرة الكبرى فقط، ورسم له أن يجلس بالإيوان وقت الخدمة، وأبطل نيابة السلطنة من مصر. - وأخلع على الأمير آقتمر عبد الغنى، واستقرّ به حاجب الحجّاب.

وفيه، فى ليلة الاثنين خامس عشره، احترق للسلطان عدّة حواصل فى مدرسته، التى برأس الصوّة، وكان بها قماش وسلاح، فلما بلغ السلطان ذلك، نزل من القلعة نصف الليل لطفى النار، فتفاءل الناس بذلك على السلطان، وأن قد قرب زواله، وكان الأمر كذلك، وقتل عقيب ذلك بأربعين يوما، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه، وقد عملت النار فى المدرسة أياما وخرب غالبها.


(١) بأن يتوجهوا: بأن يتوجهون.
(٢) ويقيموا: ويقيمون.
(٣) شادروان: بحرف الدال، كما فى الأصل.