للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لك البشارة فاخلع ما عليك فقد … ذكرت تمّ على ما فيك من عوج

وفيه قدم الأمير يعقوب شاه على خيل البريد من سيس، فلما حضر استقرّ به السلطان فى نيابة الإسكندرية، عوضا عن قطلوبغا الشعبانى؛ واستقرّ قطلوبغا فى نيابة سيس.

وفيه قبض السلطان على الصاحب كريم الدين بن شاكر بن الغنّام، وقبض على عياله وحواشيه، وعلى مقدّم الدولة الحاج يوسف، ونائبه عبيد البازدار، وقبض على الأمير شرف الدين حمزة، شاد الدواوين، وأبطل الوزارة، وأمر بغلق شبّاك الوزارة بقاعة الصاحب، التى كانت بجوار الإيوان من قلعة الجبل.

ثم أخلع على الأمير شرف الدين موسى بن الأزكشى، أطلسين، واستقرّ به مشير الدولة بإمرة طبلخاناة، ورسم له بأن يحمل معه الدواء والمرملة، كما هى عادة الوزراء؛ وأخلع على سعد الدين بن الريشة، وعلى أمين الدين، واستقرّ بهما (١) فى نظر الدولة، ورسم لهما أن يجلسا من وراء شباك الوزارة، وهو مغلق؛ وأخلع على كريم الدين صهر النشو، وعلى فخر الدين بن علم الطويل، واستقرّ فى استيفاء الدولة والصحبة.

وفيه، فى يوم الخميس، أفرج السلطان عن الصاحب كريم الدين بن الغنّام، وعن مقدّم الدولة، وعن شريكه، وقد التزموا للسلطان باستخراج ستمائة ألف درهم (٢)؛ فنزل الصاحب كريم الدين بن الغنّام من القلعة بعد العصر، وهو على حمار، وقد ضرب ضربا مبرحا، فلما نزل من القلعة شرع فى بيع قماشه وخيوله، وحلىّ نسائه، وجميع ما يملكه من صامت وناطق، وقد قرّر عليه مال جزيل، يورده إلى الخزائن الشريفة.

ومما تقدّم القول عليه أنّ قاضى القضاة الشافعى برهان الدين بن جماعة المقدسى، لما أن عزل نفسه من القضاء باختياره، بسبب [منع] (٣) موقّع الحكم من التوقيع، فألحّ عليه بعض أرباب الدولة فى الإذن له بالتوقيع، فلم يأذن له بذلك، وغضب وأغلق بابه، وعزل نفسه من القضاء.


(١) بهما: به.
(٢) درهم: درهما.
(٣) [منع]: تنقص فى الأصل.