للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قف لترى مغرب شمس الضحى … بين صلاة العصر والمغرب

واسترحم الله قتيلا بها … كان إمام العصر والمغرب

وفى رواية: كان فريد العصر بالمغرب، ومن تغزّلاته:

جلس المولى لتسليم الورى … ولفضل البرد فى الجوّ احتكام

فإذا ما سألوا عن يومنا … قلت هذا اليوم برد وسلام

وفيه توفّى العلامة المحدّث (١) شمس الدين محمد بن العلاّف، وكان ماهرا فى علم الحديث.

وعاش من العمر مائة سنة وكسور. - وفيه توفّى الشيخ جمال الدين العقيلى الحنبلى، وكان عالما فاضلا، بارعا فى العربية والفرائض، وله شعر جيّد، وعدّة تصانيف فى علوم شتى، ومن شعره قوله:

الروض من أنهاره وبهاره … فى المصمت الفضى والديباج

تعلو رعيّته ملوك غصونه … هذا بإكليل وذاك بتاج

وفيه كانت وفاة الخواجا الرئيس ناصر الدين محمد بن مسلم النابلسى، وكان فى سعة من المال، حتى قيل تشاجر يوما هو وبدر الدين الخرّوبى، التاجر الكارمى، فقال له ابن مسلم: «اشترى بجميع مالك زكائب واحضرها إلىّ أملأها لك من عندى ذهبا (٢)»، وهو صاحب المدرسة المسلمية، التى بمصر العتيقة؛ فلما مات ذهب ماله جملة واحدة، وزال كأنّه لم يكن، وهذا آمة العجب بكثرة المال، فكان كما يقال فى المعنى:

لا تفخرن بما أوتيت من نعم … على سواك وخف من كسر جبّار

فأنت فى الأصل فخّار مجوفة … ما أسرع الكسر فى الدنيا لفخّار

وفيه خرج المحمل الشريف فى القاهرة فى تجمّل زائد؛ وكان ممن حجّ فى تلك السنة صاحب حصن كيفا، فلما دخل مكّة وشاهد البيت الشريف، أظهر الخشوع والبكاء، وعزم على ترك الدنيا والخروج من مملكته، والتجرّد للعبادة، وقيل إنّه فرّق على أهل مكّة والمدينة نحو خمسين ألف دينار.


(١) الحديث: الحدث.
(٢) ذهبا: ذهب.