للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه قدمت الأخبار من حلب بأنّ الأمير بيدمر الخوارزمى، نائب الشام، خرج منها وأتى إلى حلب، ثم خرج من حلب هو والأمير أشقتمر (١)، نائب حلب، وتوجّها إلى نحو سيس، وحاصروا من كان بها من الأرمن، فانتصروا عليهم، وملكوا المدينة بالسيف، وقتلوا ملك الفرنج الأرمنى الذى كان بها، وأقاموا بها نائبا من قبل السلطان، يسمّى يعقوب شاه.

وقيل إن الأمير أشقتمر (١) نائب حلب، لما انتصر على متملّك سيس، أسره وفيّده، وأرسله إلى حلب وهو مقيّد، وكان اسمه تكفور (٢)، فكان يوم دخوله إلى حلب من الأيام المشهودة.

فلما وردت هذه الأخبار على السلطان، بأنّ مدينة سيس فتحت، وظهر بها كلمة التوحيد، وخطب بها باسم السلطان، بعد ما كانت دارا للكفر، وأقامت بيد الفرنج مدّة طويلة، فقتلوا من كان بها من الفرنج، وأسروا ملكها المسمّى (٣) تكفور (٢) وصارت سيس مملكة مستقلّة من ممالك الإسلام.

فلما تحقّق السلطان فتحها عن يقين، أمر بدقّ الكوسات بالقلعة، ونادى فى القاهرة بالزينة، فزيّنت سبعة أيام متوالية؛ وفى هذه الواقعة، الشيخ شهاب الدين بن العطار يمدح الأمير أشقتمر (١) نائب حلب، لما فتح مدينة سيس، هو والأمير بيدمر نائب الشام، وهو قوله:

يا سيد الأمراء فتحك سيسا … سرّ المسيح وأحزن القسيسا

وبك الإله أعزّ دين محمد … وأذلّ قوما بايعوا إبليسا

لله درّك من أمير حازم … ضحك الزمان به وكان عبوسا

وقال بدر الدين بن حبيب:

الملك الأشرف إقباله … تهدى له كل عزيز نفيس

لما رأى الخضراء فى شامة … تختال والشقراء عجبا تميس


(١) أشقتمر: كذا فى الأصل.
(٢) تكفور: تكنور.
(٣) المسمى: المسماة.