للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتزايدت الأسعار فى سائر الغلال، بعد ما كانت تناقصت، فبلغ ثمن الأردب القمح مائة وعشرة دراهم، وعلى هذا فقس فى سائر أصناف الغلال، وبلغ ثمن القدح الأرز بدرهمين، والرطل من حبّ الرمّان بعشرة دراهم ونصف، وأبيع الرطل من اللحم الضأن بدرهمين، واللحم البقرى بدرهم وثلث، وأبيع الزوج الأرز بعشرين درهما، وبلغ ثمن الطير الدجاج بأربعة دراهم، وأبيع كل بيضة بدرهمين، فحصل للناس من ذلك غاية الضرر، ومات غالب البهائم من الخيل والبغال والحمير والجمال والأغنام، ومات من الأبقار ما لا يحصى عددها من شدّة الجوع.

وفيه توفّى قاضى القضاة الحنفى صدر الدين محمد بن التركمانى؛ فلما مات أرسل السلطان خلف الشيخ نجم الدين أحمد بن العماد الكنتكى الحنفى، وكان بالشام، فلما حضر أخلع عليه، واستقرّ به فى قضاء الحنفية، عوضا [عن] (١) صدر الدين بن التركمانى، وكان الشيخ نجم الدين بن العماد من أهل العلم والفضل، وكان تلميذ الشيخ سراج الدين الهندى، وكان له نظم رقيق، فمن ذلك أنّه نظم هذين البيتين (٢)، وأوصى عند موته بأن يكتبا على قبره، فكتبا، وهما:

إنّ الفقير الذى أضحى بحفرته … نزيل ربّ كريم العفو ستّار

أوصيك بالأهل والأولاد تحفظهم … فهم عيال على معروفك السارى

وفيه قرّر القاضى مريد الدّين أبو الوليد إسمعيل بن محمد الأندلسى المغربى، فى قضاء المالكية بحلب، وهو أول مالكى قرّر بمدينة حلب، ولم يكن بها قبل ذلك قاضى مالكى.

وفى شهر جمادى الأولى، فيه ابتدأ أمر الوباء بالديار المصرية، وكثر موت الفقراء من شدّة الجوع، فكان يخرج من القاهرة فى كل يوم ستمائة جنازة. - وبلغ ثمن الفرّوج، برسم الضعفاء، خمسة وأربعين درهما كل فرّوج، فكان السلطان يرسل إلى الشرقية والغربية، يشترى لأولاده الفراريج من هناك بأغلا الأثمان.


(١) [عن]: تنقص فى الأصل.
(٢) هذين البيتين: ذلك البيتان.