للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهم، وبلغ ثمن السكّر النبات كل رطل أشرفين، وغير ذلك من بقيّة الأصناف فى البضائع.

وفيه تعصّب جماعة من العامّة، وحملوا على رءوسهم مصاحف وأعلام، ووقفوا فى الرملة تحت القلعة، واستغاثوا: «الله ينصر السلطان»، فأرسل لهم السلطان بعض الأوجاقية، وهو يقول لهم: «ما حاجتكم»؟، فقالوا له: «قل للسلطان يعزل عنا علاء الدين بن عرب المحتسب»، فرسم بعزله عنهم.

ثم بعد أيّام أخلع على محمد بن طقتمر، وولاّه الحسبة، عوضا عن علاء الدين بن عرب، فإنّ ابن عرب كان يأخذ برطيل (١) السوقة، ولا يسعّر البضائع، فحصل منه للناس غاية الضرر.

ومن الغرائب ما أورده الصارمى إبراهيم بن دقماق، فى تاريخه الكبير، أنّ النيل لما كان خسيسا فى هذه السنة، بعث الله تعالى بأمطار غزيرة، حتى غرقت بها الأراضى، وزرع عليها بعض الحبوب، ونتج فى زرعه؛ وأغرب من ذلك ما أورده، أنّ فى سابع هاتور من الشهور القبطية؛ زاد الله تعالى فى النيل فى غير أوانه، اثنى عشر أصبعا فى يوم واحد، ثم بعد يومين زاد ثمانية أصابع، ففرح الناس بذلك، ثم نقص من بعد ذلك، فعدّ من النوادر وقوع ذلك.

وفى شهر ربيع الآخر، فيه أخلع على الطواشى سابق الدين مثقال الأنوكى، وقرّر فى تقدمة المماليك على عادته؛ واعيد الطواشى مختار كما كان، مقدّم طبقة الرفرف.

وفيه استقرّ الأمير شهاب الدين أحمد بن الأمير آل ملك، فى نيابة غزّة، عوضا عن طشبغا المظفرى. - وفيه أنعم السلطان على الأمير مبارك الطازى، والأمير جركس المنجكى، بتقدمتى ألف؛ وأنعم على الأمير جركتمر الخاصكى، بإمرة طبلخاناة، ورسم للأمير طنيال، بأن يكون طرخانا، وأخرج عنه التقدمة، وعوّضه إمرة طبلخاناة (٢).


(١) برطيل: كذا فى الأصل، ويعنى رشوة.
(٢) طرخانا: طرخان.