للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميعا إلى القلعة تحت الليل، وقابلوا السلطان، فرسم لهم بجوامك ولحوم، ورسم لهم بأن يكونوا فى خدمة ولده أمير على.

فلم يطلع الفجر وعند الأتابكى ألجاى من المماليك إلا دون الخمسمائة مملوك، فتلاشى أمره إلى الغاية.

فلما جرى ذلك، توجّه إليه الأمير أرغون شاه، فى عدّة وافرة من المماليك، والجمّ الغفير من العامّة، فأتوا إليه من بين الترب؛ وتوجّه إليه من الحسينية الأمير ناصر الدين محمد بن شرف الدين موسى؛ وتوجّه إليه الأمير منكلى بغا البلدى من طريق أخرى، ومعه الجمّ الغفير من المماليك والعامّة.

فعند ما رأى ألجاى ذلك، وقرب منه القوم، ركب من هناك وتأخّر قليلا، قليلا، فملك منه الأمير أرغون شاه، مكان قبّة النصر الذى كان به ألجاى.

فأخذ فى الفرار، فركب قفاه الأمراء والعسكر، وقد تسحّب من كان معه من المماليك، حتى لم يبق معه من المماليك سوى ثلاثة أنفار من مماليكه؛ فساق ألجاى فرسه، وقصد نحو قليوب، وصار الأمير ناصر الدين محمد بن موسى سائقا خلفه.

فلما أتى ألجاى إلى شاطئ النيل، أدركه الأمير ناصر الدين هناك، فأرمى بنفسه فى البحر وهو راكب على فرسه، فغرق هو والفرس فى البحر، فطلع الفرس من عند صقيل، بالقرب من الورّاق، ولم يطلع هو.

ثم إنّ الأمير ناصر الدين بن موسى، والأمير أرغون شاه، صارا يقبضان (١) على مماليك ألجاى، واحدا بعد واحد، ويحضروهم (٢) بين يدى السلطان، ثم إنّ السلطان سجن منهم جماعة فى خزانة شمايل.

وأقام الأتابكى ألجاى غريقا فى البحر يوما وليلة، ثم إنّ السلطان أرسل جماعة من الغطّاسين إلى مكان غرق فيه ألجاى، فطلعوا به ميتا، وقد أكل السمك وجهه، فأحضروا تابوتا ووضعوه فيه، وأتوا به إلى القاهرة، وطلعوا به إلى القلعة، فلما رآه


(١) يقبضان: يقبضا.
(٢) ويحضروهم: كذا فى الأصل.