للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن إبراهيم بن الغنّام، واستقرّ به وزيرا، عوضا عن الصاحب فخر الدين بن موسى أبى شاكر؛ وقرّر ولده علم الدين فى نظر البيوتات، عوضا عن أبيه؛ واستقرّ الصاحب كريم الدين بن الرّويهب فى نظر الدولة، فعظم أمر الصاحب كريم الدين بن الغنّام إلى الغاية، وجلس بالشبّاك الذى بقاعة الذهب، وتسمى قاعة الوزراء أيضا، وكانت هذه القاعة (١) بالقلعة برسم الوزراء، يجلسون بها.

وفى شهر رمضان، فى تاسع عشره، أخلع السلطان على السيد الشريف عاصم، واستقرّ به نقيب الأشراف، عوضا عن الشريف فخر الدين، وقد قيل عنه إنّه يأخذ الرشوة على إدخال من ليس له ثبوت نسب من الأشراف، وقد سمى الشريف عاصم من عند الأتابكى ألجاى.

وفيه أخلع السلطان على جمال الدين عبد الرحيم بن الورّاق الحنفى، مؤدّب ولدى السلطان، وقرّره ناظر الخزانة الشريفة؛ وأخلع على تاج الدين النشو الملكى، وقرّره فى استيفاء الصحبة.

وفى شهر شوّال، فيه كانت وفاة الشيخ العارف بالله تعالى، بهاء الدين محمد بن عبد الله بن محمد الكازرونى، وكان منقطعا بزاويته التى بالروضة، وهو المسجد المعروف بالمشتهى، وكان الشيخ أكمل الدين الحنفى كثير التعظيم له والاعتقاد به، حتى مات، وكان من أولياء الله تعالى.

وفيه استقرّ الأمير أرغون الغزّى، شاد الدواوين، عوضا عن شرف الدين موسى ابن الدينارى؛ واستقرّ أبو بكر القرمانى، فى ولاية الغربية، عوضا عن أحمد بن جميل؛ واستقرّ فخر الدين عثمان الشرفى، فى ولاية الجيزة.

وفى شهر ذى القعدة، حصل لخوند بركة، أمّ السلطان، مرض حدّ، فتوعّك من ذلك جسدها، فطلعوا بها إلى الروضة، فتزايد بها المرض؛ فلما بلغ السلطان ذلك، نزل من القلعة، وتوجّه إلى نحو الآثار النبوى، فزاره، ثم نزل من هناك فى مركب وعدّى إلى الروضة، فطلع إلى والدته وعادها، وأقام عندها إلى بعد العصر،


(١) القاعة: القاعدة.