للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأمراء المقدّمين أربعة، ومايتين (١) مملوك (٢) من المماليك السلطانية، وكان لها يوم مشهود.

وفيه بلغت زيادة النيل المبارك تسعة عشر (٣) ذراعا وستة أصابع من عشرين ذراعا، وكان نيلا عظيما، انتفع به الناس.

وفى شهر ذى القعدة، فى يوم الجمعة ثالثه (٤)، تجمّعت طائفة من الزعر بأراضى اللوق، خارج القاهرة، وصاروا يشالقون (٥) على الناس بالحجارة فى المقاليع، فقتل من بينهم جماعة؛ فلما تزايد الأمر فى ذلك، سمع الوالى، فركب وأركب الأمير علاء الدين ابن كلفت، أحد الحجّاب، وأركب الأمير آقبغا اليوسفى، حاجب الحجّاب، وتوجّهوا إلى أراضى اللوق. وقصدوا للشالقين، ففرّوا منهم، وبقى هناك جماعة من المتفرّجين، فقبضوا عليهم، وضربوهم بالمقارع.

فلما جرى ذلك، تعصّبت العامّة على الوالى والحجّاب، ووقفوا فى الرملة تحت القلعة، وصاروا يستغيثون ويضجّون بالشكوى من الوالى والحجّاب، مما فعلوه من قتل المتفرّجين، فصار من له أولاد أو أمّ أو زوجة، رءوسهم مكشوفة، وعليها السواد، وهم يستغيثون ويضجّون بالشكوى إلى السلطان؛ فنزل إليهم جماعة من الأوجاقية، فأجابوهم بأنّ السلطان رسم بعزل الوالى عنكم، فأبوا من ذلك وأن لابدّ من تسلّمه إليهم، هو وعلاء الدين بن كلفت.

فلما كان يوم الأربعاء ثامن عشرينه (٦)، ركب الوالى وقصد الطلوع إلى القلعة، فرجمته العامّة، حتى كاد يهلك، فالتجأ (٧) منهم بباب السلسلة، وظلّ نهاره كله فيه، والعامّة وقوف له تحت القلعة، إلى قريب العصر، وصاروا يرجمون كل من يمرّ بهم من الناس.


(١) ومايتين: كذا فى الأصل.
(٢) مملوك: مملوكا.
(٣) تسعة عشر: تسع عشرة.
(٤) ثالثه: كذا فى الأصل، ولعله يقصد ثالث عشرينه.
(٥) يشالقون، يعنى يلقون أو يضربون.
(٦) ثامن عشرينه: ثامن عشره
(٧) فالتجأ: فالتجى.