للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شهر شعبان، فكان مستهلّ الشهر يوم الاثنين، فيه خلع على الأمير خليل ابن عرام، وأعيد إلى نيابة الإسكندرية، عوضا عن الأمير طيدمر البالسى، بحكم استعفائه منها.

وفيه، فى يوم الجمعة خامسه، هبّت بالقاهرة وأعمالها رياح عاصفة، سقط منها عدّة نخيل، وسقط بالقاهرة عدّة دور، وغرق فى البحر عدّة سفن، وكان يوما مهولا، فأقام ذلك إلى نصف الليل من ليلة السبت، ثم سكن ذلك الريح.

وفيه وردت الأخبار من حلب، بأنّ نائب حلب، قشتمر المنصورى، قد قتل، هو وولده محمد؛ وكان سبب ذلك أنّ شخصا يسمّى الأمير حيار من آل فضل، وقع بينه وبين نائب حلب حظّ نفس، فخرج إليه نائب حلب، وصحبته العساكر الحلبية، فتحارب معه، فقويت العربان على نائب حلب، فكسروه وقتلوه، هو وولده، فى المعركة.

فلما تحقّق السلطان ذلك، أخلع على الأمير عشقتمر (١) الماردينى، وهو صاحب الخانقاة التى بالقرب من حوش العرب، الذى خلف القلعة، واستقرّ به نائب حلب، عوضا عن الأمير قشتمر المنصورى، بحكم قتله. - وفيه أخذ قاع النيل، فكان خمسة أذرع وعشرين أصبعا.

وفيه وردت الأخبار بأن قد وصل إلى صيدا عدّة مراكب، بها جماعة من الفرنج، فحاربوا من بها من المسلمين، فكانت النصرة عليهم للمسلمين، ورجعوا خائبين.

وفى شهر رمضان، فيه كانت وفاة الأمير بشتاك العمرى، رأس نوبة النوب، وهو صاحب الجامع المطلّ على بركة الفيل، بالقرب من قنطرة سنقر؛ وكان أميرا جليل القدر، معظّما مبجّلا، فى سعة من المال، وكان متزوّجا بخوند سارة أخت السلطان.

وفى يوم الاثنين ثامنه، عمل السلطان الموكب فى القصر الكبير، وأخلع على من يذكر من الأمراء، وهم: الأمير أرغون الأشرفى، واستقرّ به رأس نوبة النوب، عوضا عن الأمير بشتاك العمرى؛ واستقرّ بالأمير ملكتمر من بركة، وقرّر


(١) عشقتمر: كذا فى الأصل.