للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه حضر، بطلب من السلطان، الأمير أزدمر العمرى النّاصرى الخازندار، أمير سلاح، المعروف بأبى دقن، وكان منفيّا بالصبيبة، فلما حضر إلى القاهرة أنعم عليه السلطان بتقدمة ألف، فأقام مدّة يسيرة، وتوفّى إلى رحمة الله تعالى، فى أثناء شهر ربيع الآخر، ودفن بالقرافة الصغرى، بالقرب من زاوية الشيخ أبى العبّاس البصير، رحمة الله عليه؛ وكان أميرا جليلا، معظّما مبجّلا، وله برّ ومعروف، وأوقاف على الحرمين الشريفين، وهو الذى أنشأ خان سراقب بالقرب من حلب، وهو إلى الآن باق؛ وأزدمر هذا هو جدّ والد مؤلّف هذا التاريخ (١).

وفيه أخلع السلطان على الأمير خليل بن عرام، واستقرّ به وزيرا بالديار المصرية؛ وأخلع على الأمير أسنبغا الأبوبكرى، وقرّره فى نيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن خليل بن عرام، بحكم انتقاله إلى الوزارة؛ وقرّر فى نيابة غزّة الأمير أيدمر الأنوكى، عوضا عن طقتمر الشرفى.

وفيه أخلع على الأمير آقتمر الصاحبى، ويعرف أيضا بالحنبلى، واستقرّ به دوادار كبير، وناظر الأحباس.

وفيه وردت الأخبار بوفاة صاحب ماردين، الملك المنصور أحمد بن الملك الصالح غازى، وكانت مدّة ولايته على ماردين نحو ثلاث سنين، وقد جاوز من العمر خمسا (٢) وستين سنة، وكان لا بأس به.

وفى أواخر هذا الشهر، أخلع على القاضى محيى الدين محمد بن عمر، وقرّر ناظر الحسبة الشريفة، عوضا عن علاء الدين على بن عرب؛ وقرّر ابن عرب فى نظر الخزانة، فأخلع عليهما فى يوم واحد.

وفى شهر جمادى الأولى، فى رابع عشره، قدم الأمير أمير على الماردينى، نائب الشام، وقد حضر من الشام باستدعاء من السلطان، فلما قدم أخلع عليه، واستقرّ نائب السّلطنة.


(١) مؤلف هذا التاريخ، ابن إياس يعنى نفسه.
(٢) خمسا: خمسة.