وفيه اشتدّ الطلب على المماليك اليلبغاوية، فقبض منهم فى يوم واحد على نحو الألف مملوك، فسمّر السلطان من أعيانهم مائة، وأخذهم ووسّطهم فى بركة الكلاب؛ وأغرق منهم جماعة فى البحر؛ ونفى منهم جماعة إلى الشام، وإلى أسوان.
فكان ممّن بقى من أعيان مماليك يلبغا: برقوق، الذى تسلطن فيما بعد، وبركة الجوبانى، وألطنبغا الجوبانى، وجركس الخليلى، وآقبغا الماردينى، فتسلّمهم بكتمر الشريفى، والى القاهرة، وجعل فى أيديهم الخشب، ورسّم عليهم من توجّه بهم إلى قطيا، ثم توجّهوا بهم من هناك إلى الكرك، فسجنوا بها فى جبّ مظلم بقلعتها، وأقاموا به مدّة سنين حتى أفرج عنهم، كما سيأتى الكلام على ذلك فى موضعه، إن شاء الله تعالى.
وفى يوم الاثنين سادس عشره، أخلع على الأمير يلبغا آص، واستقرّ به أمير كبير، عوضا [عن](١) أسندمر الناصرى، وأشرك معه فى الأتابكية الأمير تلكتمر المحمدى، وأجلسا بالإيوان الذى بالقلعة؛ وأخلع على الأمير ألجاى اليوسفى، واستقرّ به أمير السلاح، عوضا عن الأمير أزدمر العزّى، وكان الأمير ألجاى زوج أمّ السلطان، وأخلع على الأمير بكتمر المؤمنى، واستقرّ به أمير آخور كبير، عوضا عن الأمير بيبغا القوصونى، وبكتمر المؤمنى هذا هو الذى أنشأ المصلاّة التى بالرملة.
وأخلع على الأمير آقتمر عبد الغنى، وقرّر حاجب الحجّاب؛ وأخلع على الأمير آقتمر الحنبلى، واستقرّ به دوادار كبير؛ وأنعم على الأمير طغاى تمر النظامى بتقدمة ألف؛ وعلى الأمير أيدمر الخطاى بتقدمة ألف؛ وقرّر الأمير أرغون ططر، أمير شكار مقدّم ألف.
وأنعم على الأمير ملكتمر الشيخونى، خازندار الأتابكى شيخو، بتقدمة ألف، وهى تقدمة الأمير خليل بن قوصون، والأمير ملكتمر هذا هو الذى قد أنشأ الجامع الأخضر، الذى بالقرب من فمّ الخور، وكان من محاسن الزمان.
ومن الحوادث، أنّ الأمير يلبغا آص المنصورى، لما استقرّ فى الأتابكية،