للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسكندرية؛ وقتل فى هذه المعركة الأمير قنق، أحد الأمراء المقدّمين

فلما انكسر الأتابكى أسندمر، ومن معه من الأمراء، نهبت العوام بيوتهم، واصطبلات المماليك اليلبغاوية.

ثم إنّ السلطان قيّد الأتابكى أسندمر، والأمير خليل بن قوصون، وبعث بهما إلى السجن بالإسكندرية؛ وهرب جماعة كثيرة من مماليك يلبغا إلى نحو بلاد الشرق.

ثم إنّ السلطان نادى فى حدّ القاهرة بالأمان والاطمان، والبيع والشرى، وأنّ أحدا لا ينهب شيئا (١)، فارتفعت الأصوات بالدعاء إلى السلطان، ونادى الوالى فى القاهرة بالزينة سبعة أيام.

وكانت هذه النصرة للسلطان على غير القياس، وكان يظنّ كل أحد من الناس أنّ السلطان مأخوذ لا محالة، وأنّ الكسرة عليه، فلما حصلت له هذه النصرة قال فيه شهاب الدين بن العطّار:

هلال شعبان جهرا لاح فى صفر … بالنّصر حتى أرى عيدا بشعبان

وأهل كبش كأهل الفيل قد أخذوا … رجما وما انتطحت فى الكبش عنزان

وقال آخر:

سلطاننا دامت له عزّة … ونصرة من أجل هاتين

دمّر كبشين ومن سعده … ما انتطحت فى ذاك شاتين (٢)

وقد فرح غالب الناس بزوال مماليك يلبغا، وخروجهم من مصر. - فلما خمدت هذه الفتنة قليلا، رسم السلطان بالإفراج عن الأمير طغاى تمر النظامى، والأمير ألجاى اليوسفى، والأمير أيدمر من صديق، والأمير ملكتمر الشيخونى، وآخرين من الأمراء.

وفيه نفق السلطان على مماليكه بسبب هذه النصرة، فأعطى لكل واحد منهم مائة دينار.


(١) شيئا: لا شيئا.
(٢) شاتين: كذا فى الأصل.