للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغربية؛ وأخلع على على العمرى، وقرّره فى ولاية الأشمونين؛ وأخلع على الأمير بيبغا القوصونى، واستقر به أمير آخور كبير، عوضا عن الأمير آقبغا الصفوى، بحكم موته.

وفيه وردت الأخبار من حلب بوفاة القاضى بهاء الدين حسن بن سليمان بن أبى الحسن بن سليمان بن ريّان، ناظر الجيش بحلب، وكان من أعيان الرؤساء، وعاش من العمر ثمانية وستين سنة؛ وابن ريّان هذا هو ممدوح الشيخ جمال الدين (١) بن نباتة المصرى، حيث قال فيه وأجاد:

شكرا لإحسانك الحلو الجنى فلقد … زكا ودام فما يحكيه إنسان

لا غرو إن كنت يا فرع العلا أبدا … دانى الثمار فإنّ الأصل ريّان

وفى شهر ذى الحجّة، توفّى الأمير آقبغا الصفوى، أمير آخور كبير، المقدّم ذكره؛ وكان من جملة من تعصّب على قتلة الأتابكى يلبغا، فلم يعش من بعده إلا مدّة يسيرة ومات، وكانت وفاته فى يوم الاثنين سابع عشر ذى الحجّة (٢).

وفيه بلغت زيادة ماء النيل أصبعين من عشرين ذراعا، فحصل بذلك غاية الضرر، لتبحّر الأراضى، وتأخّر الزرع.

وفيه قدم مبشّر الحاج، وأخبر بأنّ الحجّاج حصل لهم عطشة شديدة بوادى النار، وقيل بالشرفة، فمات منهم نحو الثلث. - وكانت سنة صعبة، كثيرة الحوادث، وقع فيها أمور شنيعة، وحوادث شتى مهولة.

وأما من توفّى فى هذه السنة من بقيّة الأعيان، ممّن له شهرة، فمنهم: الشيخ الصالح المعتقد نور الدين على الدميرى، توفّى فى ليلة الاثنين ثالث صفر (٣)، وقد أفنى عمره فى تعليم القرآن وبرّ الفقراء.

وفى ثامن صفر من هذه السنة، كانت وفاة الأديب البارع، العلامة جمال الدين


(١) جمال الدين: جمال.
(٢) الاثنين سابع عشر ذى الحجة: كذا فى الأصل.
(٣) ثالث صفر: كذا فى الأصل، ولعله يعنى: الاثنين ثالث عشر صفر.