للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن نباتة المصرى، وهو محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن أبى الحسن بن صالح بن على بن يحيى بن طاهر بن محمد الخطيب بن عبد الرحيم بن نباتة المصرى، وكان مولده فى ربيع الأول سنة ست وثمانين وستمائة، فكانت مدّة حياته نحو اثنتين (١) وثمانين سنة؛ وكان يعرف بالمصرى، ثم الفارقى، ثم الخمداقى؛ وكان منشأه بمنشيّة (٢) المهرانى، بزقاق القناديل الذى بها.

وكان من أعيان الشعراء قاطبة، وهو الذى رفع قدر التورية فى الشعر؛ وكان من أهل العلم والفضل، أخذ عن الشيخ شهاب الدين أبو الهيجاء غازى المعروف بالردّاف، والشيخ عزّ الدين أبو نصر عبد العزيز، والشيخ أبو الفرج الحصرى البغدادى، والشيخ شهاب الدين أحمد بن أبى إسحق الأبرهوقى، والشيخ محيى الدين بن رشيد الدين بن نشوان الكاتب المصرى، والشيخ بهاء الدين بن المتنبى، وغير ذلك من المشايخ.

وأمّا ما ألّفه من الكتب فى الأدبيات: كتاب مجمع الفرائد، وكتاب القطر النبات، وكتاب سرح العيون فى رسالة ابن زيدون، وكتاب منتخب الهديّة من المدائح النبويّة، وكتاب الفاضل من إنشاء الفاضل، وكتاب زهر المنثور، وكتاب إبراز الأخبار، وكتاب شعائر البيت التقوى، وكتاب سجع المطوّق، وكتاب خبز الشعير، والأرجوزة المسمّاة بفرائد السلوك فى مصايد الملوك.

قال الشيخ جمال الدين بن نباتة، : «كنت أخترع المعنى الغريب، الذى لم يسبق إليه، فيما رضنى فيه الشيخ صلاح الدين الصفدى، ويأخذه وزنا وقافية، فلما طال الأمر بينى وبينه، جمعت كتابا فيما قلته، وسرقه منى الشيخ صلاح الدين، ونسبه إلى نفسه، وسمّيت هذا الكتاب «خبز الشعير» لأنه مأكول مذموم، فمن جملة ما قلته وسرقه منى الشيخ صلاح الدين، فمن ذلك، قلت أنا من أبيات:

بروحى عاطر الأنفاس ألمى … ملىّ الحسن خالى الوجنتين


(١) اثنتين: اثنين.
(٢) بمنشية: بمنشته.