للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى شهر شعبان، أرسل السلطان بالقبض على الأمير طيبغا الطويل، نائب حماة، وآخرين من النوّاب.

وقد ارتجت الأمور فى هذه الأيام على الأشرف شعبان جدّا، وصار الأتابكى أسندمر صاحب الحلّ والعقد فى أمور المملكة، كما كان يلبغا العمرى، وصار له التصرّف فى المملكة بما يختاره، والأشرف شعبان فى يده مثل اللولب، يدوّره كيف شاء

وفى شهر رمضان، توفّى الشيخ شرف الدين عيسى الزنكلونى الشافعى، أحد نوّاب الحكم بالقاهرة، وكان من أهل العلم والفضل، عارفا بصنعة أمور القضاء، والتوقيع، وكان من أعيان نوّاب الشافعية.

وفيه أخرج السلطان عن أولاد الأتابكى يلبغا تقادمهم، وأنعم عليهم بأمريات طبلخانات.

وفى شهر شوال، أنعم السلطان على جماعة من الخاصكية بإمريّات عشرة، منهم: ألطنبغا المحمودى، وقرابغا (١) الأحمدى، وكزل الأرغونى، وحاجى بك بن شادى، ورجب بن خضر، وطيطق الرمّاح، وعلى بن مكس (٢).

وفيه قدم الخبر بعصيان الأمير طيبغا الطويل نائب حماة، وبعصيان الأمير أشقتمر (٣) نائب طرابلس؛ فلما تحقّق السلطان ذلك عيّن الأتابكى أسندمر، وجماعة من الأمراء والعسكر، للسفر إلى من خامر من النوّاب.

ثم بعث بالكشف، على خيل البريد، ليعلم صحّة ذلك؛ فلما عاد الجواب بصحّة عصيانهم، أخلع على الأمير أسندمر الزينى، وقرّره فى نيابة طرابلس، عوضا عن الأمير أشقتمر (٣)، بحكم عصيانه؛ وأخلع على الأمير عمر شاه، وهو صاحب القنطرة المعروفة به، وأعاده إلى نيابة حماة، عوضا عن الأمير طيبغا الطويل، بحكم عصيانه.

وفى شهر ذى القعدة، استقرّ الناصرى محمد بن أقوش الشجاعى فى ولاية


(١) وقرابغا: قرابغا.
(٢) ابن مكس: كذا فى الأصل.
(٣) أشقتمر: كذا فى الأصل.