للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على السلطان، ولا يعصوا عليه، ولا يحاربوه بوجه من الوجوه.

وكانت هذه عادة قديمة، إذا استقرّ أحد من الأمراء فى وظيفة أو نيابة، يتوجّه إلى المدرسة المنصورية، وتحضر القضاة الأربعة، ويحلّفوه (١) بما تقدّم؛ ثم عادوا الأمراء إلى دورهم.

ثم إنّ السلطان عمل موكبا ثانيا (٢)، وأخلع على جماعة من الأمراء، فاستقرّ بالأمير أسندمر الزينى فى نيابة طرابلس؛ واستقرّ بالأمير أرغون الأزقى فى نيابة صفد؛ وأعيد الأمير عمر شاه إلى نيابة حماة؛ ونقل الأمير علاء الدين بن كلفت، والى القاهرة، إلى ولاية مصر العتيقة؛ واستقرّ عوضه فى ولاية القاهرة الشريف بكتمر، فسرّ الناس بعزل علاء الدين بن كلفت، فإنّه كان ظالما عسوفا، سفّاكا للدماء.

وأنعم السلطان على الأمير سودون الشيخونى، والأمير أينال اليوسفى، بإمريات طبلخانات؛ وأخلع على محمد بن طيطق العلاى، واستقرّ به جوكندار؛ وأخلع على الأمير بهادر الجمالى، واستقرّ به شاد الدواوين، عوضا عن خليل بن عرام.

وفى جمادى الآخرة، فى ثامن عشره، قدمت رسل متملّك جنوة، من بلاد الفرنج، يسأل فضل السلطان فى أن يمكّن تجّارهم من القدوم إلى ثغر الإسكندرية على عادتهم، فأجابهم السلطان إلى ذلك؛ وأرسلوا له تقدمة حفلة.

وفى شهر رجب، فى يوم الثلاثاء حادى عشرينه (٣)، ركب للحرب الأمير تغرى برمش، وركب معه جماعة كثيرة من المماليك الأجلاب؛ فلما طلع إلى الرملة نزل إليه جماعة من المماليك السلطانية، فاتّفقوا معه، فانكسر وهرب، فقبضوا عليه وعلى جماعة من الأمراء ممّن ركب معه، وطاوعه على الركوب، وهم: الأمير أينبك البدرى، والأمير قرابغا العزّى، والأمير مقبل الرومى، وإسحق الرجبى؛ فلما قبضوا عليهم، قيّدوهم، وبعثوا بهم إلى السجن بالإسكندرية؛ وقبضوا أيضا على عدّة مماليك أجلاب، ونفوهم إلى قوص.


(١) ويحلفوه: كذا فى الأصل.
(٢) موكبا ثانيا: موكب ثانى.
(٣) حادى عشرينه: ثالث عشرينه.