للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنّ ملك الفرنج أرسل يسأل، بأنّ السلطان يمكّن تجّار الفرنج من دخولهم إلى ثغر الإسكندرية.

فلما قرأ السلطان مكاتبة ملك الفرنج، أقام فى كوم برا بعد ذلك ثلاثة أيام، وعاد إلى القلعة، وكتب الجواب إلى ملك الفرنج، بما تقتضيه الآراء الشريفة فى ذلك؛ ثم أذن لرسله بالعود إلى بلادهم.

وفيه أخرج الأمير جركس الرسولى شاد العمار منفيّا إلى حلب؛ واستقرّ عوضه فى شادية العمائر الأمير ناصر الدين محمد بن آقبغا آص.

وفيه رسم السلطان بإحضار الأمير قشتمر المنصورى، نائب طرابلس؛ ثم استقرّ بالأمير أشقتمر الماردينى فى نيابة طرابلس، عوضا عن الأمير قشتمر (١) المنصورى؛ وأخلع على الأمير أسندمر الزينى، وقرّره فى نيابة صفد.

وفيه توجّه الأمير طقبغا إلى ملك الفرنج صاحب قبرص (٢)، قاصدا من عند السلطان، وعلى يده مطالعة (٣)، فأدّى رسالته، وأقام فى قبرص (٢) مدّة، ثم عاد إلى مصر.

وفى شهر ذى القعدة، أرسل السلطان مراسيم إلى الأمير جرجى، نائب حلب، بأن يتوجّه إلى قلعة خرت برت، من أعمال ديار بكر، فامتثل المرسوم وخرج إلى ديار بكر، فحاصر قلعة خرت برت نحو أربعة أشهر، وكان متملّكها يومئذ الأمير خليل بن قراجا بن ذلغادر، مقدّم التركمان؛ فلما طال الحصار بينهما طلب خليل ابن قراجا الأمان من نائب حلب، فأمّنه، وقدم إلى القاهرة وقابل السلطان، فأخلع عليه وأقرّه على عادته.

وفيه استقرّ القاضى سعد الدين بن الريشة، فى نظر الدولة؛ واستقرّ عوضه فى نظر الخزانة الكبرى، القاضى فخر الدين بن السعيد، ثم أضيف إليه نظر البيوت، عوضا عن تاج الدين موسى بن أبى شاكر.


(١) أشقتمر: كذا فى الأصل.
(٢) قبرص: قبرس.
(٣) مطالعة: مطاعة.