للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة رسل ملك الروم أردخان بن عثمان، فعمل السلطان الموكب بسببه، وقرأ كاتب السرّ مطالعته بين الأمراء، فكان من مضمونها أنّه قد جهّز إلى السلطان مائتى مركب من الأغربة، وهى مشحونة بالسلاح والرجال، يقوّى بها السلطان على قتال ملك قبرص (١)، فشكر له السلطان ذلك، وأثنى (٢) عليه، وأكرم رسله، وأخلع عليهم.

وفيه توفّى الشيخ شرف الدين عيسى بن مخلوف، وكان من أعيان علماء المالكية.

وفى شهر شعبان، قدم قاضى تبريز، فى جماعة من عند السلطان أويس متملّك بغداد، وعلى يده مطالعة تتضمّن أنّ الخواجا مرجان قد عصى عليه، وأنّه قصد المسير إلى قتاله، فلا يمكّن، إذا فرّ، من الدخول إلى الشام، ولا إلى مصر، فلم يجب (٣) إلى ذلك، وتعصّب السلطان للخواجا مرجان، ولم يلتفت إلى قاضى تبريز، ورجع خائبا.

وفيه أنعم السلطان على الأمير طيبغا العلاى، أستادار الأتابكى يلبغا العمرى، بتقدمة ألف، وهى تقدمة الأمير ملكتمر الماردينى، بحكم وفاته؛ وأنعم على الأمير أينبك البدرى، أمير آخور الأتابكى يلبغا، بإمرة طبلخاناة، وأينبك هذا هو صاحب الدرب المعروف به فى السبع سقايات.

وفيه أخلع السلطان على الأمير أرغون ططر، واستقرّ به رأس نوبة كبير، عوضا عن الأمير ملكتمر الماردينى.

وأنعم على الأمير بكتمر الشريف، والى القاهرة، بتقدمة ألف، ثم قرّره فى ولاية نيابة ثغر الإسكندرية، عوضا عن صلاح الدين خليل بن عرام؛ وهو أول من تولّى نيابة ثغر الإسكندرية من الأمراء المقدّمين الألوف (٤)، وأمره بأن يستكثر عنده من


(١) قبرص: قبرس.
(٢) وأثنى: وأثنا.
(٣) فلم يجب: فلم يجيب.
(٤) المقدمين الألوف: كذا فى الأصل.