للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسكندرية قالت … صن يا خليل دماكا

لقد تغيّر ثغرى … واحتجت فيه سواكا

وفيه رسم السلطان لبترك النصارى بأن يتوجّه إلى قبرص (١)، بسبب الأسراء (٢) الذين (٣) أسرهم ملك قبرص، فتوجّه البترك إلى قبرص (١) بسبب ذلك. - ورسم بالقبض على جميع الفرنج الذين (٣) كانوا بمصر وبالشام وبحلب، وسائر الأعمال قاطبة، فلما قبض عليهم أودعهم فى الحبوس، حتى يرى ما يكون من أمر من أسر من المسلمين، وضيّق عليهم، وقاسوا ما لا خير فيه، فكانت هذه الواقعة من أشنع ما مرّ بالإسكندرية من الحوادث.

وفيه وردت الأخبار بوفاة صاحب اليمن الملك المجاهد نور الدين على بن أحمد البركاتى؛ فلما توفّى تولّى بعده ابنه عبّاس، وتلقّب بالملك الأفضل، وكان أبوه (٤) نور الدين على من خيار ملوك اليمن على الإطلاق.

وفى شهر ربيع الآخر، فيه وقعت حادثة مهولة، وهو أنّ الأمير طيبغا الطويل، أمير سلاح، خرج يتصيّد نحو وادى العبّاسة، فأقام هناك أياما، فأرسل إليه الأتابكى يلبغا خلعة على يد شخص من الأمراء العشرات، ومرسوم السلطان بأن يستقرّ نائب الشام، ويتوجّه إليها من هناك.

فلما وصل ذلك الأمير إلى الأمير طيبغا، وسلّمه الخلعة ومرسوم السلطان، وتحدّث معه بأن يستقرّ نائب الشام؛ فأبى الأمير طيبغا من ذلك، ولم يلبس الخلعة، وأظهر العصيان، وقصد المخامرة على الأتابكى يلبغا.

فركب من هناك على حميّة وجدّ فى السّير، حتى وصل إلى المطريّة، فتسامع به الأمير أرغون الأسعردى، أمير دوادار كبير، والأمير طيبغا العلاى،


(١) قبرص: قبرس.
(٢) الأسراء: كذا فى الأصل.
(٣) الذين: الذى.
(٤) أبوه: أباه.