للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حاجب الحجّاب، والأمير أرغون الأزقى، رأس نوبة النوب، والأمير أروس المحمودى، أستادار العالية.

فلما حضروا إلى عند الأمير طيبغا الطويل، أمير سلاح، وافقوه على العصيان على الأتابكى يلبغا، وكانوا هؤلاء الأمراء من عصبة الأمير طيبغا الطويل، فخرجوا إليه على حميّة، واجتمعوا به فى الريدانية.

فلما بلغ الأتابكى يلبغا ذلك، طلع إلى القلعة، ثم ركّب السلطان، ونزل به من القلعة، فوقف على رأس الصوّة، ودقّت الطبول حربى، ونادى فى الرملة: من أطاع الله والسلطان يركب ويجئ تحت السنجق (١)؛ فركب العسكر قاطبة وطلع إلى الرملة.

فلما تكامل طلوع العسكر، وقف السلطان فى الصوّة ساعة، ثم إنّه مشى وتوجّه إلى نحو قبّة النصر، فوقف هناك ساعة.

فلما طلعت الشمس من يوم السبت سابعه (٢)، أقبل الأمير طيبغا الطويل، ومن معه من الأمراء والعسكر، فتلاقى (٣) مع السلطان هناك، فبرز إليه الأتابكى يلبغا وتحارب معه، فكان بينهما وقعة (٤) مهولة فى ذلك اليوم.

وكان الأتابكى يلبغا أكمن كمينا من العسكر عند فمّ وادى السدرة. فلما انكسر يلبغا فى الريدانية، طمع فيه الأمير طيبغا الطويل وزحف عليه، فخرج ذلك الكمين عليه من ورائه من فمّ وادى السدرة، فانكسر الأمير طيبغا الطويل كسرة مهولة، وقتل غالب من كان معه من العسكر.

ثم صار عسكر السلطان يقبض على من كان مع الأمير طيبغا الطويل من الأمراء، واحد بعد واحد (٥)؛ فأوّل من مسك من الأمراء، الأمير أرغون الأسعردى الدوادار، ثم مسك الأمير أروس المحمودى الأستادار، ثم مسك الأمير كوكنداى، أخو الأمير


(١) السنجق: الصنجق.
(٢) السبت سابعه: كذا فى الأصل.
(٣) فتلاقى: فتلاقا.
(٤) وقعة: كذا فى الأصل.
(٥) واحد بعد واحد: كذا فى الأصل.