للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الحوادث فى غيبة السلطان أنّ الأمجد سيدى حسين ابن الملك الناصر محمد ابن قلاون، كان مقيما فى دور الحرم بقلعة الجبل، فاتّفق سيدى حسين مع الطواشى جوهر الزمردى، مقدّم المماليك، بأن يلبس المماليك السلطانية، الذين ؤ فى الطباق، آلة الحرب، ويقتلوا الأمراء، الذين (١) بالقلعة، ويتسلطن هو عوضا عن ابن أخيه المنصور محمد؛ وكان السفير بينهما نصر السليمانى، أحد طواشية سيدى حسين.

فلمّا فشى هذا الكلام بين الناس، فبادر الأمير أيدمر الشمسى، ونائب الغيبة الذى كان بمصر الأمير موسى بن الأزكشى، وقبضا على الطواشين (٢) جوهر، ونصر، وأودعهما فى السجن بخزانة شمايل، إلى أن يحضر السلطان من دمشق.

وفى ذى القعدة، فى أوائل الشهر، دخل [السلطان] (٣) إلى القاهرة فى موكب حفل، وزيّنت له القاهرة زينة عظيمة، ودقّت له البشائر بقلعة الجبل، وصعد إليها وهو منصور مؤيّد، بما وقع له من النصرة على النوّاب.

وفيه، قدم الأمير قشتمر، نائب السلطنة، وكان قد توجّه إلى الوجه القبلى، بسبب فساد العربان فى غيبة السلطان.

ولما أقام السلطان بالقلعة أياما، عرضوا عليه الطواشى جوهر الزمردى، مقدّم المماليك، والطواشى نصر السليمانى، اللذان (٤) كانا فى السجن بخزانة شمايل، بسبب ما جرى منهما، فلما عرضوا عليه، رسم بإشهارهما فى القاهرة، ثم نفيا إلى قوص، وقد شفع فيهما بعض الأمراء من التوسيط.

وفى ذى الحجّة، قدم الأمير حيار بن مهنا، فأخلع عليه، واستقرّ به فى الإمرة، عوضا عن أخيه فياض بن مهنّا، بعد موته.

وفيه، أخلع على العلاى على بن إبراهيم بن حصن بن تميم، وقرّره فى كتابة سرّ حلب، عوضا عن ناصر الدين محمد بن الصاحب شرف الدين يعقوب بن عبد الكريم.


(١) الذين: الذى.
(٢) الطواشين: كذا فى الأصل.
(٣) [السلطان]: تنقص فى الأصل.
(٤) اللذان: الذى.