للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ شهاب الدين بن أبى حجلة: ومن غريب الاتّفاق ما وقع للملك الناصر حسن، أنّه وافق والده الملك الناصر محمد، فى سبعة أشياء وقعت له: أولها أنّه وافقه فى اللقب بالناصر؛ الثانى أنّه خلع من الملك، ثم أعيد إليه، ووالده خلع من الملك، ثم أعيد إليه؛ الثالث أنّه جلس على سرير الملك فى المرّة الأولى رابع عشر الشهر، ووالده لما جلس فى المرّة الأولى كان رابع عشر الشهر، الرابع أنه لما عاد إلى الملك جلس على سرير الملك فى ثانى شوّال، ووالده لمّا عاد إلى الملك جلس على سرير الملك فى ثانى شوّال.

الخامس أنّه وزر له متعمّم، وربّ سيف، ووالده وزر له متعمّم، وربّ سيف؛ السادس أنّه أقام مدّة بلا وزير، ووالده أيضا أقام مدّة بلا وزير؛ السابع أنّه أقام مدّة بلا نائب سلطنة، ووالده أيضا أقام مدّة بلا نائب سلطنة، وهذا من غريب الاتّفاق.

وكان فى أيامه عشرة من أولاد الناس مقدّمين ألوف (١)، وهم: ولداه أحمد، وقاسم، ومن أولاد الناس أسنبغا بن الأبو بكرى، وعمر بن أرغون النائب، ومحمد بن طرغاى، ومحمد بن بهادر آص، ومحمد بن المحسنى، وموسى التائب بن أرقطاى، وبيدمر الخوارزمى، نائب الشام، وأحمد بن آل الملك، النائب، وموسى بن الأزكشى.

وأنعم على عدّة من أولاد الناس بإمريّات عشرة، وأمريات طبلخانات؛ وولّى من أولاد الناس محمد بن القشتمرى، نيابة حلب، وخليل بن صبح، نيابة صفد.

فلما (٢) مات الناصر حسن، ترك عشرة من الأولاد الذكور، وهم: أحمد، وقاسم، وعلى، وإسكندر، وشعبان، وإسمعيل، ويحيى، وموسى، ويوسف، ومحمد؛ وترك من البنات ستة.

ومن محاسنه، أنّه عزل أبناء الأقباط من الوظائف السنيّة، وولّى (٣) عوضهم جماعة من العلماء، منها: وظيفة نظر الجيش، ونظر بيت المال، ونظر الجوالى، وغير ذلك.


(١) مقدمين ألوف: كذا فى الأصل.
(٢) فلما: وفلما.
(٣) وولى: وولا.