للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه، قبض السلطان على الوزير فخر الدين ماجد بن خصيب، وعلى أخيه، وحواشيه، وأصهاره، وأحيط بداره، وأخذ منه مال جزيل؛ ثم بعد ذلك نفى إلى ميصاف، من أعمال بلاد الشّام، فأقام بها سنة، ثم نقل إلى القدس، فأقام هناك أربع سنين، ومات إلى رحمة الله تعالى.

وكان رئيسا حشما، أظهر فى أيام وزارته غاية ما يكون من التعاظم، فأمر جميع مباشرين (١) الدولة، والخاص، تركب قدّامه كل يوم، لما ينزل من القلعة؛ وكان مقدّم الدولة، ومقدّم الخاص، يمشون فى ركابه إلى أن يصل إلى داره، برأس حارة زويلة، ويبقى هو، وأخوه، راكبين بمفردهما والمباشرون جميعا، مشاة بين يديه.

وكان راتب سماطه فى كل يوم دائما، ألف رطل من اللحم الضأن، سوى الدجاج والأوز، وغير ذلك، من احتياج المطبخ، من سكّر، وعسل، وغير ذلك؛ واقترح علبا كبارا للحلوى، وكانت تعرف به، فيقال «العلب الخصيبية»؛ ويقال كان بداره سبعمائة جارية، وكان عنده جاريتين (٢) برسم المطبخ، تحسن كل واحدة منهما ثمانين (٣) لونا من التقالى، سوى بقيّة ألوان الطعام.

وفيه، قدم من دمشق الصاحب فخر الدين ماجد بن قروينة (٤)، وزير دمشق؛ فلما قدم، أخلع عليه السلطان، واستقرّ به فى الوزارة، ونظر الخاص، عوضا عن ابن خصيب.

وفيه، عزل الشيخ جمال الدين عبد الرحيم الإسنوى نفسه من حسبة القاهرة؛ واستقرّ عوضه فى الحسبة برهان الدين إبراهيم بن محمد بن أبى بكر الأخناى، أخو قاضى القضاة علم الدين محمد الأخناى، فسار فى الحسبة أحسن سيرة، وانصلحت عامة المعايش.


(١) مباشرين الدولة: كذا فى الأصل.
(٢) جاريتين: كذا فى الأصل.
(٣) ثمانين: ثمانون.
(٤) قروينة: بحرف الراء، كما فى الأصل.