للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخانقاة؛ وقرّر بالخانقاة صوفة، يحضرون من بعد العصر، وجعل الشيخ أكمل الدين محمد الحنفى، شيخ الحضور بالخانقاة، وجعل له نصف النظر على أوقاف الخانقاة.

ورتّب للصوفة الذين يحضرون (١) بالخانقة، فى كل يوم الخبز، والطعام، فى كل يوم لون يطبخ من الطعام، والجوامك فى كل شهر، ورتّب فى كلّ ليلة جمعة [للصوفة] (٢) حلوى عجمية، تفرّق عليهم، حتى رتّب للصوفة الصابون والزيت، فى كل شهر، ورتّب لهم الحلوى فى شهر رمضان، تفرّق عليهم ليلة النصف من شهر رمضان، حتى أشرط فى كتاب وقفه أنّ الصوفة يدخلوا (٣) الحمّام كل يوم بغير أجرة، وأشرط فى كتاب وقفه أشياء كثيرة، من أنواع البرّ والصدقات، وفعل الخير، كما فعل الملك المنصور قلاون فى البيمارستان.

وأوقف شيخوا على هذه الخانقاة، والجامع، عدّة ضياع فى الشرقية، والغربية، وغير ذلك، خارجا عن المسقّفات، والحوانيت؛ وجعل فى الخانقة دروسا للعلماء، من المذاهب الأربعة، وقراءة سبع فى كل يوم، بالنّهار والليل دائما، وأشرط أشياء كثيرة من هذا النّمط؛ وجعل النظر على وقفه لمن يكون رأس نوبة النوب، مع مشاركة من يكون أكبر علماء الحنفية، شيخ خانقته؛ وكان شيخوا من أجلّ الأمراء قدرا، وأكثرهم حبّا لفعل الخير والمعروف والبرّ، وحبّ العلماء والصالحين، وفيه يقول الشهاب ابن أبى حجلة:

ومدرسة للعلم فيها مواطن … فشيخوا بها فرد وآثاره جمع

لئن بات فيها للقلوب مهابة … فواقفها ليث وأشياخها سبع

ومن الحوادث فى هذه السنة، ما نقله ابن أبى حجلة فى كتابه «السكردان»:

«أنّ ربعا كان عند جامع قوصون، وقع على من كان ساكنا به، فقتل تحت الردم نحو


(١) الذين يحضرون: الذى يحضروا.
(٢) [للصوفة]: تنقص فى الأصل.
(٣) يدخلوا: كذا فى الأصل.