للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأرى مقلتيك تنفث سحرا … وعلى فيك خاتم من عقيق

وقوله من باب الحكمة:

من شاء يملك حفظ صحّة جسمه … ويفوز طول حياته بدوامها

فليجعلن غذاءه من أربع … لا يقبل التغيير فى أقسامها

من لحم ساعته وخبز نهاره … وطعام ليلته وقهوة عامها

وقد داعبه ابن نباتة بقوله:

أوقعنى ودّى مع هاجر … يبخل بالدرج وبالوصل

والله لا غدرت من بعدها … ولا جعلت الودّ فى حلّ

وفى هذه السنة، وهى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، فيها توفّى الشيخ إبراهيم المعمار، وكان من فحول الشعراء، وله شعر جيّد؛ وكان قاضى القضاة شهاب الدين ابن حجر، رحمة الله عليه، يقول: «المعمار أبياته كلها عامرة بمحاسن التورية، وكان من فرسانها»؛ فمن شعره الرقيق، ما جمع بين الاقتباس والتورية، وهو قوله:

كم عاشق أحرقته … نار الغرام فنادى

لعنت إن عدت أهوى … لعنة ثمود أو عاد

ولما توفّى المعمار، رثاه الشيخ برهان الدين القيراطى، وهو قوله:

مذ عمّر المعمار دار البلا … رمى بيوت النظم بالنقض

فياله (١) من شاعر ميّت … بكت عليه طوبة الأرض

وفى هذه السنة توفّى أيضا الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد الدمشقى ثم المصرى، الشهير بابن اللبان، وكان من أعيان علماء الشافعية، ولد بدمشق، ثم قدم إلى مصر، ومات بها، وكان له شعر جيّد، فمن ذلك قوله:

أهديت ماء وقلت هذا … ماء خلاف للارتشاف

فعندما أبصرته عينى … رأيت ماء بلا خلاف

وفى شهر رمضان تزايد أمر الطاعون بالديار المصرية، وهجم جملة واحدة، وعظم


(١) فياله من شاعر ميت: كتب إلى جانبها فى الأصل على الهامش: طوبى له من شاعر ميت.